أشرف رمضان يكتب: مصر تريد شعبًا يحنو عليها

في الأيام القليلة الماضية، هاجت الدنيا وماجت بسبب أزمة الكهرباء، وقبلها أزمة السوق السوداء للعملة، وقبلها ارتفاع جنوني في الأسعار.. أزمات متلاحقة، لكن لم يكلف أحد نفسه ويسأل عن سر هذه الأزمات، لم يكلف نفسه ويفسر حالة التضخيم من قبل الإعلام المعادي واللجان الإلكترونية لـ أهل الشر.
«فقط اسأل الأسئلة الصحيحة لتحصل على ما تريد»، من حقك أن تسأل، وتتحرى الحقيقة، لكن عليك أن تسأل الشخص الذي يعرف الإجابة، لا تلجأ لمصادر مجهولة، وأُناس لا يعرفون لمصر عنوانًا.. هل فكرت وطرحت سؤالًا بسيطًا بينك ونفسك عن سبب كل هذه الأزمات المتلاحقة على مصر؟، هل سألت نفسك، عن سبب الهجوم الإعلامي الغربي على مصر؟، هل سألت نفسك.. عن سر الحملات الممولة بملايين الدولارات على أهم وسائل غربية للنيل من سمعة مصر ومسئوليها؟
للأسف الشديد، لا أحد يريد طرح أسئلة واضحة ومنطقة، البعض يجري وراء الشائعات، يصدق إعلام الغرب، يتفاعل مع كل من يهاجم مصر، سواء بقصد أو دون قصد، لكن في النهاية مصر هي التي تدفع الثمن، تدفع ثمن جهل البعض.
قالها الرئيس السيسي صراحة اليوم، خلال كلمته بمناسبة ذكرى ثورة الثلاثين: «أؤكد أن مصر لن تتخلى أبداً عن إصرارها على عبور كل التحديات».
الرئيس يدرك التحديات جيدًا، لكن يبدو أن البعض لا يدركها، لا يدرك مدى تضييق الخناق على مصر بسبب موقفها من القضية الفلسطينية، لا يدرك آلاعيب الصهيونية ونفوذها الدولي في تشديد الأزمة الاقتصادية لترضخ مصر لمطالبها غير المشروعة.
مصر تنجو من مخطط الدمار
لا يوجد بلد في العالم يتحمل ما تحملته مصر، نجت من مخطط الدمار الشامل في عهد الجماعة الإرهابية، وانطلقت نحو الإصلاح السياسي والاقتصادي، وعندما بدأت في تحقيق نتائج ملموسة على الأرض، عاد أهل الشر محاولين كسر الإرادة المصرية، لكنها عصية على الانكسار، واصلت التحدي، ومسيرة الإصلاح، وباتت قبلة للاستثمار الإقليمي والدولي، لتأتي أحداث السابع من أكتوبر لتتعرض بعدها غزة لأبشع أنواع الإبادة الجماعية على يد جيش الاحتلال، ولأن مصر تحمل على عاتقها همّ القضية الفلسطينية سارعت في التوصل لتهدئة، وتخفيف وطأة الحرب الشرسة على شعب فلسطين الأعزل في غزة، تصدت مصر لكل محاولات تصفية القضية، وتمسكت بحل الدولتين، ورفضت تنفيذ مخطط تهجير أهل غزة.
الموقف المصري المساند لأهل غزة، لم يرض الصهيونية العالمية، التي بدأت في حشد كل قواها لضرب مصر، وتضييق الخناق عليها، ونحن الآن نعاني تبعات هذا التضييق، لكن مصر واجهت الموقف بشجاعة، وبدأت في الخروج من الأزمة المفتعلة بسياسة شديدة الحرفية، حشدت الرأي العام الدولي لتأييد المقترح المصري بحل الدولتين، ومساندة أهل غزة، والضغط على الجانب الإسرائيلي لإدخال المساعدات لهم.
نحن الآن نمر بفترة عصيبة في عمر الوطن، مصر تحتاج دعمنا جميعًا، تحتاج التفافنا حول قياداتنا، لا ننحاز لأهل الشر، بل ننحاز لوطن يأوينا، احتكموا إلى صوت العقل، صوت الوطن.. تحيا مصر بشعبها ورئيسها وجيشها وشرطتها قوية أبية عصية على الانكسار.
تابع أحدث الأخبار عبر