أحدث الأخبار
رئيس التحرير
محمد أبو عوض
رئيس التحرير التنفيذى
أحمد حسني

أشرف رمضان يكتب: مسرحية هزلية بين أمريكا وإسرائيل

الحادثة

لماذا تعلن الولايات المتحدة الآن إمكانية فرض عقوبات على كتيبة بالجيش الإسرائيلي؟، هل تسعى الولايات المتحدة للتبرؤ من الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وأهالي قطاع غزة؟، وهل تتجرأ إدارة بايدن المتعصبة للصهاينة على فرض عقوبات تضر إسرائيل؟!

تداولت وسائل الإعلام العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي عديد من المقاطع المصورة التي تظهر جرائم الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، ووحشية الصهاينة وقتلهم الأطفال والنساء بدم بارد وهدم المنازل وتهجير أهالي غزة وغيرها كثير من الجرائم الصهيونية التي تعجز الكلمات عن وصفها، وترقى لتكون جرائم حرب تظهر وحشية إسرائيل.

في ظل الجرائم الإسرائيلية في غزة، ظلت الولايات المتحدة تعلن دعمها الدائم للكيان الصهيوني، وتشن الحملات الإعلامية لتشويه سمعة المقاومة الفلسطينية، وفي الوقت الذي يقتل فيه الصهاينة الأطفال والنساء ويهدمون المنازل، لم يترف للولايات المتحدة رمش، وظلت تدعم جيش الاحتلال بالعدّة والعتاد، وظلت جرائم الحرب تُمارس ضد الفلسطينيين بأيدي الصهاينة وأسلحة الأمريكان، ومع افتضاح الدعم الأمريكي المشبوه للصهاينة، تراجعت سمعة الولايات المتحدة التي تدعي رعاية الديمقراطية في العالم، خاصة بعد الفيتو الأمريكي ضد إقامة دولة فلسطينية، وقبلها الفيتو الأمريكي ضد قرار الوقف الفوري للحرب في غزة.

علِم العالم بإرهاب الولايات المتحدة وإجرامها ومساندتها غير المشروطة للمذابح الصهيونية في غزة، ولم يستطع الإعلام الأمريكي السيطرة على الأمر وفشل في الاستمرار في تزييف الرأي العام العالمي والأمريكي، فنددت شعوب العالم الدعم الأمريكي لإسرائيل، مما دفع الولايات المتحدة لمحاولة البحث عن سردية جديدة في محاولة لترميم ما تبقى من سمعتها.

في مسرحية هزلية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، أعلنت أمريكا استعدادها فرض عقوبات على وحدة «نيتسح يهودا»، وذلك لأنها «كتيبة متطرفة» بحسب وصف الولايات المتحدة التي تزعم أنها كتيبة متطرفة في الجيش الإسرائيلي، تمارس انتهاكات في قطاع غزة، وفي ذلك تبرئة ضمنية لجيش الاحتلال الإسرائيلي من الانتهاكات وجرائم الحرب في غزة، وكأن هذه الكتيبة وحدها هي من تمارس جرائم الحرب في غزة، في مسرحية يعلم القاصي والداني هزليتها.

مما يؤكد هزلية مسرحية فرض عقوبات أمريكية على كتيبة بالجيش الإسرائيلي، في الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة هذا الخبر، سارعت أيضًا بالتأكيد على أنها «ستظل داعمة لإسرائيل»، وسرعان ما أرسلت دعمًا عسكريًا لإسرائيل لمساندتها في إكمال مهمتها و«القضاء على حماس»، وهو ما يؤكد حجم التناقض بين الموقفين ويثبت عبثية ولا منطقية سلوكيات الولايات المتحدة تجاه إسرائيل، تلك العبثية التي تؤكد فرضية إن الدعم الأمريكي لإسرائيل يستند بشكل محض لنصوص دينية في العقيدة الأمريكية، لهذا تصر الإدارة الأمريكية على دعم إسرائيل رغم عدم رضاها عن الانتهاكات التي يقوم بها الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني.

اللافت أنه رغم هزلية هذا السيناريو الأمريكي – الإسرائيلي، الذي يعتقد كثيرون أنه سيناريو متفق عليه، أعلن يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، دعمه الكامل للكتيبة، ولتأكيد ذلك الدعم قام بزيارة وحدة «نيتسح يهودا»، ورد على التصريحات الأمريكية بالقول، «لا أحد يعلمنا الأخلاق»، وقد يكون هذا الرد أيضًا متفق عليه لاختلاق خلاف وهمي بين الكيان الصهيوني وحليفه الأبدي الولايات المتحدة.

تابع أحدث الأخبار عبر google news