د. شريهان منصور تكتب: العنف الرقمي ضد المرأة
انطلاقا من حقيقة أن العنف الرقمي المُمارس ضد المرأة يعد امتدادا للعنف الموجهه ضدها فى العالم الواقعى، لذلك العنف الرقمي يعد سلوك مُتعمد يقوم به فرد أو مجموعة أفراد عبر أحد تقنيات مواقع التواصـل الاجتمـاعى الإلكترونى وأدواتها المختلفة بهدف الإيذاء المـادى أو المعنوى للآخرين”.
ويتسم العنف الرقمي بانه أشد قسوة مقارنة بالعنف الواقعي، حيث يتمتع الجناة فى النوع الأول بإمكانية إخفاء أسمائهم وهوياتهم الحقيقية ، ولا يُعرف حجم تأثير جرائمه على الضحية والتى قد تؤدى فى بعض الأحيان الى الانتحار خوفا من الوصم والتمييز أو التشهير التى قد تتعرض له المرأة أو أسرتها، كما أن هذا النوع من العنف المُوجه ضد المرأة لا تمنعه حدود المكان أو الزمان .
ومن ناحية التأثير السلبي للعنف الرقمي عادة ما تعانى النساء اللاتى يتعرضن لنوع أو أكثر من أشكال العنف الالكترونى من الاكتئاب والانعزال والشعور بالوصم والخزى وفى بعض الأحيان قد يلجأن إلى الانتحار .
كما له تأثير اجتماعي ، حيث عادة ما تفضل أسر الضحايا عدم الإفصاح عن الجرائم الإلكترونية التى تتعرض لها لنسائهم خوفا من نظرة المجتمع والمحيطين ، فيلجأون إلى الصمت مع الإحساس بالقهر الاجتماعى وعدم القدرة على معاقبة الجناة الذين أساءوا لنسائهم .
كما يؤدى أيضا العنف الرقمى إلي التشهير بالضحية مما يترتب عليه فقدانها للعمل وتقليص فرصتها فى الإلتحاق بعمل آخر ، ويزداد الأمر سوءا إذا كانت الضحية متزوجة تعول الأسرة وهذا يؤثر بشكل مباشر على الأبناء .
لذا يجب توعية المرأة بكافة حقوقها وكيفية الحصول عليها ومواجهة هذا العنف بجميع أنواعه واشكاله ومساندتها نفسيا واجتماعيا وحصولها علي الدعم من أسرتها وزملائها للحفاظ علي كرامتها وكينونتها كامرأة .
