أشرف رمضان يكتب: ماذا نريد من الحوار الوطني؟

أتابع باهتمام أغلب جلسات الحوار الوطني، وأيقنت أن هناك جدية في التعامل مع المقترحات المقدمة من القوى السياسية والمدنية، كما أن الشفافية التي انتهجتها الأمانة العامة للحوار الوطني في كل جلساته دليل قوي على المصداقية، والتطلع إلى مزيد من المناقشات الجادة لقضايا المجتمع، السياسة والاقتصادية والاجتماعية، بهدف الخروج بنتائح ملموسة قابلة للتطبيق.
آلاف المقترحات تلقاها الحوار الوطني، وأظن أنها احتوت على أغلب ما يدور في الشارع المصري، تطرقت المناقشات لقضايا مهمة وملحة، منها ملف الحريات، والأزمة الاقتصادية، والإشراف القضائي على الانتخابات، وانتخابات المحليات، ونشاط الأحزاب، والمجتمع المدني.
لكني أود أن يتطرق الحوار الوطني إلى ملفات تبدو للبعض بسيطة، ومن الممكن أن تكون خارج محاور الحوار، لكنها في غاية الأهمية بالنسبة للمواطنين، أوجزها في التالي:
- نظام الثانوية العامة.. يجب أن يكون واضح المعالم وفقا للقواعد الدولية، فلا يمكن تخيل تغيير هذا النظام مع كل وزير، «الثانوية» أصبحت «بعبعًا» يطارد الأُسر المصرية.
- تمكين الشباب.. تمكينًا فعليًا في جميع أجهزة الدولة، فيجب تعميم تجربة الأكاديمية الوطنية للتدريب في جميع المحافظات.
- قطاع الصحة.. أتمنى توحيد الإشراف على جميع المؤسسات الطبية والمستشفيات، فلا يعقل أن يتفرق دم هذه المستشفيات بين الوزارات، بعضها يتبع وزارة الصحة، وأخرى وزارة التعليم العالي، وأخرى التأمين الصحي، فضلاً عن المستشفيات الخاصة والاستثمارية، وهناك مستشفيات بلا رقيب أو حسيب، يتوه المواطن بينها
- توحيد نظام التعليم.. أيضًا التعليم تفرق دمه بين الوزارات، «تربية وتعليم وأزهر وأجنبي».. لا بد من منظومة تعليمية واحدة وفق قواعد وأسس جودة عالمية، تشرف عليها مؤسسة واحدة.
- تفعيل اللامركزية.. مطلب تأخر كثير، لا بد من تطبيقه في كل المحافظات، بحيث تكون كل محافظة صاحبة قرارها، وفقًا لطبيعتها، وعليها تدبير احتياجاتها المالية.
- الانفجار السكاني.. وضع حلول قابلة للتنفيذ لمواجهة الانفجار السكاني، فلا تكفي الإجراءات الحالية، ضرورة صياغة خطاب ديني توعوي حول الأزمة في المسجد والكنيسة، أيضًا تدشين خطة إعلامية للتوعية، وهنا أطالب المؤسسات الإعلامية بتدشين قنوات خاصة بالأسرة والطفل هدفها الأول مواجهة الانفجار السكاني.
- الإجازة الأسبوعية.. هنا أتساءل لماذا تكون الإجازة موحدة لكل قطاعات الدولة يومي الجمعة والسبت؟، لماذا لا تكون الإجازة مقسمة على كل أيام الأسبوع؟، هذا سيخفف الضغط على الشوارع والمرافق العامة، أيضًا العمل على مدار اليوم، ولا ينتهى الساعة 2 ظهرًا كما هو متبع، فالمؤسسات والهيئات التي لها صلة مباشرة بالمواطن يكون دوامها فى الفترة الصباحية، أما المؤسسات الأخرى غير الخدمية يكون دوامها في الفترة المسائية.
- تدشين حوار وطني في كل محافظة، حوار دائم يشارك فيه كل أبناء المحافظة، وتُرفع التوصيات للحوار الوطني في العاصمة لعرضها على الحكومة.
- دعم الثقافة.. نشر الثقافة في المجتمع أهم عنصر توعوي، الثقافة سبيلنا الوحيد للخروج من كافة الأزمات، بناء الإنسان ثقافيًا يجعله مؤهلا لتفنيد الشائعات، وتكوين وجهة نظر صحيحة، فلابد أن تصل الثقافة إلى كل قرية ونجع، الثقافة ليست حكرًا على أحد.
- دعم الفلاح.. الفلاح أعتبره أهم عنصر في المجتمع، باعتبار مصر دولة زراعية في المقام الأول، لكنه أضعف حلقة في هذه المنظومة، يجب على الدولة دعمه بشتى الطرق، ماديًا ومعنويًا وصحيًا واقتصاديًا، الكل يتكسب من وراء الفلاح، «التاجر والمستهلك»، إلا الفلاح نفسه صاحب الأرض والزرع.. علينا تشجيعه ودعمه ليكون الداعم الأول لاقتصاد الدولة.
تابع أحدث الأخبار عبر