أحدث الأخبار
رئيس التحرير
محمد أبو عوض
رئيس التحرير التنفيذى
أحمد حسني

عيد الشرطة 71.. «الداخلية» توزع هدايا وتيسيرات لاستخراج المحررات الرسمية

عيد الشرطة 71
عيد الشرطة 71

تحتفل وزارة الداخلية، اليوم الأربعاء، بعيد الشرطة 71 بمشاركة كافة قطاعات ومديريات الأمن على مستوى الجمهورية وستشهد تقديم تيسيرات إلى المواطنين في استخراج الوثائق الشرطية.

كما تحرص وزارة الداخلية على توزيع هدايا رمزية على المواطنين بالشوارع والميادين لتعميق جسور التواصل المجتمعي.

قصة معركة الإسماعيلية 

ذكرى ملحمة الاسماعيلية

تتجدد ذكرى ملحمة الإسماعيلية في 25 يناير عام 1952، وذكريات وبطولات كل عام التي تحكي عن ملحمة جسدها رجال الشرطة بدمائهم التي كتبت بأحرف من نور، ويتساءل البعض لماذا الاحتفال بعيد الشرطة فى 25 يناير؟.

شرارة الملحمة

تشير الوثائق التاريخية إلى عام 1951، حينما قررت الحكومة المصرية إلغاء المعاهدة التي أبرمتها مع بريطانيا عام 1936، وكان الوضع شديد التعقيد؛ فالقوات العسكرية البريطانية متمركزة في منطقة القنال وما حولها وأعداد ضخمة من العمال المصريين يعملون في معسكراتهم والقائمون على توريد الأغذية والخضراوات من المصريين يسدون احتياجات هذه القوات التي تحتل أراضي مصرية.

في أعقاب إلغاء المعاهدة امتد شعور وطني جارف داخل المصريين بكافة طبقاتهم، وقرر العمال هجر أماكن عملهم في معسكرات الإنجليز وأوقف الموردون أعمالهم وصارت السلطات البريطانية شبة محصورة فبدأو يضغطون على الحكومة المصرية للتراجع عن موقفها وإرهاب الأهالي والعمال بمهاجمة المدنيين وإطلاق الرصاص على الأفراد والمنازل وإلقاء القنابل وغيره من الأعمال الوحشية، وإزاء عدم استطاعة مصر الدفع بجيشها في تلك المعارك خوفًا من تصفيته، اتخذ الإنجليز ذلك ذريعة لإعادة احتلال القاهرة وباقي محافظات مصر.

تقرر أن يتحمل عبء الدفاع عن منطقة القنال رجال البوليس البواسل من بلوكات النظام، وفي أيام معدودة التحم الشعب بالشرطة وخاضوا معًا معارك حربية حقيقية ضد القوات البريطانية، وقللت الحماسة الوطنية من خسائر المصريين وهونت منها وشعر المواطنون بالأمن في ظل رجال البوليس الذين لم ينسحبوا أو يتخاذلوا من معركة واحدة رغم بدائية تسليحهم مقارنةً بالقنابل والمدافع والطائرات البريطانية.

المكالمة الأخيرة

انطلقت شرارة المعركة بعد اتصال هاتفي بين وزير الداخلية حينها فؤاد سراج الدين باشا، وقائد قوات الشرطة في الإسماعيلية، اللواء أحمد رائف، ولجأ المصريون إلى تنفيذ هجمات فدائية ضد القوات البريطانية داخل منطقة القناة، وكبدتها خسائر فادحة وذلك بالتنسيق مع أجهزة الدولة في ذلك الوقت.

إخلاء البوليس

فطنت القوات البريطانية إلى أن رجال الشرطة يساعدون الفدائيين، فقررت خروج كافة أفراد الشرطة المصرية من مدن القناة، على أن يكون ذلك في فجر يوم 25 يناير 1952، وفوجىء رجال الشرطة بعد وصولهم إلى مقر عملهم في مبنى محافظة الإسماعيلية بقوات الاحتلال البريطاني تطالب قائد بلوكات النظام المتواجدة بمبنى محافظة الإسماعيلية، اليوزباشي مصطفى رفعت، إخلاء مبنى المحافظة وترك أسلحتهم وحذروهم بمهاجمة المبنى في حالة عدم استجابتهم للتعليمات.

قذف مبنى المحافظة

رفض رجال الشرطة الاستجابة إلى الطلب البريطاني وتمسك اليوزباشي مصطفى رفعت بمبنى المحافظة ورفض الخروج مع رجاله، فأطلقت القوات البريطانية قذيفة دبابة كنوع من التخويف لقوات الشرطة، أدت إلى تدمير غرفة الاتصال "السويتش" بالمبنى، وأسفرت عن استشهاد عامل الهاتف وبعدها اشتعلت المعركة بقوة وأصيب العشرات من رجال الشرطة واستشهد آخرون، فخرج اليوزباشي مصطفى رفعت قائد قوة بلوكات النظام من مبنى المحافظة إلى ضابط الاحتلال البريطاني اللواء كينيث إكسهام في مشهد يعكس مدى جسارة وشجاعة رجل الشرطة المصري.

دون استسلام

اعتقدت القوات البريطانية استسلام قوات الشرطة لكن المفاجأة أن اليوزباشي، مصطفى رفعت، طلب الإتيان بسيارات الإسعاف لعلاج المصابين وإخلائهم قبل استكمال المعركة، وفقًا لتقاليد الحرب الشريفة التي اعتاد عليها المصريون، ولكن قوة الاحتلال رفضت واشترطت خروج الجميع أولًا والاستسلام، وهو ما رفضه "رفعت".

عاد اليوزباشي إلى جنوده لاستكمال معركة الشرف والكرامة، والتي لم يغب عن المشهد أهالي الإسماعيلية الشرفاء وحرصوا على التسلل إلى مبنى المحافظة لتوفير الغذاء والذخيرة والسلاح لقوات الشرطة  رغم حصار دبابات الاحتلال للمبنى.

التحية العسكرية 

نفذت الذخيرة بعد مواجهات عنيفة قرر اليوزباشي مصطفى رفعت الخروج من المبنى لقتل قائد قوات الاحتلال أملًا في فك الحصار وإنقاذ زملائه وتوقف الضرب لكن تفاجئ بالضابط البريطانى وجنود فصيله بريطانيه بامر من الجنرال إرسكين بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريمًا لهم وتقديرًا لشجاعتهم.

أسفرت الملحمة التاريخية للشرطة المصرية في الإسماعيلية عن استشهاد نحو 50 من رجال البوليس، وإصابة 80 آخرين، فاستحقت أن تكون عيدًا للشرطة المصرية، كما أصبحت عيدًا قوميًا لمحافظة الإسماعيلية وللشعب المصري كله.

بطولات رجال الشرطة التي نراها، اليوم، تعد امتدادًا طبيعيًا لتاريخ طويل من البطولات والتضحية، خلال العديد من المحطات التي تؤكد دومًا وطنية هذا الجهاز، وحرص أبنائه على التضحية بالغالي والنفيس لحفظ أمن المواطن وسلامته، فتحية إلى أبطال يؤدون واجبهم لكل أمانة وإخلاص، ويضحون بالغالي والنفيس من أجل رفعة هذا الوطن، وتحقيق أمن وسلامة مواطنيه.

تابع أحدث الأخبار عبر google news