بعد 20 عامًا.. «وفاء مكي» تُحاول إثبات براءتها في قضية تعذيب الخادمتين

اكتسبت الفنانة وفاء مكي، شهرة واسعة بعد مسلسل ذئاب الجبل، الذى أنتج عام 1992، لكن هذه الشهرة انتهت بدخولها السجن، بعد واقعة تعذيبها خادمتين بسبب إفشاء أحد أسرار الفنانة وفاء مكي لزوجها.
رسالة الإعلامية ميار الببلاوي
بعد سنوات من الواقعة، والتي كانت حديث الرأي العام وقتها، وأنهت تقريبًا مشوار وفاء مكي في الفن، عادت مرة أخرى وفاء مكي، وخرجت عن صمتها، وحاولت البحث عن براءتها عبر ساحات الفضاء الإلكتروني، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.
بداية خروج وفاء مكي عن صمتها ومحاولة إثباتها براءتها من هذه القضية، عندما التقطت أطراف رسالة من الإعلامية ميار الببلاوي، تتحدث عن إجبارها على إخفاء دليل براءة الفنانة وفاء مكي، من قضية تعذيب الخادمتين.
لكن الغريب هنا، أنه بعد نشر نص الرسالة، وفي أقل من 8 ساعات، عادت ميار الببلاوي تنكر ما ذكرته، وتؤكد أن الفنانة وفاء مكي ارتكبت الجريمة، وعذبت الخادمتين، وتستحق العقاب، وهو ما أكد لكثير من المتابعين أن هناك حلقة مفقودة في قضية تعذيب الخادمتين.
تفاصيل واقعة تعذيب الخادمتين
عام 1998، عملت مروة وهنادي كخادمتين لدى الفنانة وفاء مكي، وبعد مرور 3 سنوات، عادت مروة، إحدى الخادمتين، إلى قريتها في المنوفية، وعلى جسدها آثار تعذيب شديدة، وحالتها الصحية متدهورة، وقالت وقتها الخادمة لأهلها إنها تعرضت للتعذيب والكي بالنار في كامل جسدها، هي والخادمة الأخرى هنادي، من الفنانة وفاء مكي.
أسرة الخادمة مروة، قامت بتحرير محضر ضد وفاء مكي، وقامت النيابة بعرض الفتاتين على الطب الشرعي، وثبت تعرضهما لتعذيب وحشي لمدة 21 يومًا في منزل الفنانة وفاء مكي.
حول السبب الذي جعل وفاء مكي تفعل ذلك في خادمتها، قالت «مروة»، التي تعرضت للتعذيب، إنها قامت بإخبار زوج وفاء مكي بأمر ما، وهو ما تسبب في كل ذلك، حيث تشاجر مع زوجته، وبمجرد تفاقم الأمر، تدخلت والدة وفاء مكي وقامت بتقييد الخادمة مروة، وقامت وفاء مكي باستخدام سكين ساخن، وعذبتها بالكي في جسدها، وأجبرت وفاء مكي الخادمتين على تسجيل اعتراف بسرقة مشغولات ذهبية وخاتم ألماس.
لمدة شهر حبست وفاء مكي الخادمة، لكن تدهورت حالتها الصحية، فقامت الفنانة بمساعدة أحد أقاربها، وألقيا بها فجرًا أمام مزلقان قريتها «أبنهس» في قويسنا.
إحالة وفاء مكي للمحاكمة العاجلة
ما أكد الواقعة في البداية، هروب وفاء مكي وأسرتها لمدة أسبوعين، لكن في النهاية تم القبض عليها، وتم تقديمها لمحاكمة عاجلة، وفي ديسمبر 2001، قضت محكمة جنايات شبين الكوم بمحافظة المنوفية، بمعاقبة الفنانة وفاء مكي، بالسجن 10 أعوام مع الشغل والنفاذ، والسجن سنة لكل من والدتها ليلى الفار والفنان أحمد البرعي، وابن خالتها سيد الفار وطليقها أيمن الغزالي، وإلزامهم جميعًا بالتعويض المدني للمجني عليهما، الخادمتين مروة وهنادي فكري عبدالمجيد.
جديرًا بالذكر، أنه قد وافق المستشار ماهر عبد الواحد، النائب العام آنذاك الوقت، على إحالة الممثلة وفاء مكي سليمان ووالدتها ليلى عبد القادر، والممثل أحمد محمد برعي، وطليق الممثلة السيد أنور أبو الفتوح، إلى محكمة جنايات شبين الكوم، في واقعة تعذيبهم للخادمة مروة فكرى وشقيقتها هنادي، وأعد قرار الإحالة المستشار زكريا عبد العزيز المحامي العام الأول لنيابة استئناف طنطا، وقد أحيل المتهمون الأولى والثالث والرابع محبوسين على ذمة القضية.
أمر الإحالة في قضية تعذيب الخادمتين
تضمن أمر الحالة، أنه في الفترة من سبتمبر حتى نوفمبر ۲۰۰۱، قامت المتهمتان وفاء مكي ووالدتها، بهتك عرض الخادمة مروة فكرى عبد الحميد بالقوة، وحال كون المجنى عليها لم تبلغ ستة عشر عامًا دون الدفاع عن نفسها، كما احتجزتا الخادمة في غير الأحوال المصرح بها قانونا، داخل مسكنهما، وقامتا بتعذيبها بدنيا، بأن أمسكت بها والدة الممثلة وشلت مقاومتها، وقامت وفاء مكي کیها بالنار وضربها بعصا، كما حاولت نزع أظافر يديها بأداة كماشة، فأحدثت بها إصابات موصوفة بتقرير الطب الشرعي.
كما قامت وفاء مكي، عمدًا، بإحداث إصابات بشقيقة الخادمة عبد الحميد، أعجزتها عن العمل لمدة عشرين يومًا، باستخدام آداة حادة، وقام المتهمان الثالث والرابع، بمساعدة الممثلة ووالدتها على الفرار من وجه القضاء، بإخفاء أدلة الجريمة، وذلك باصطحابهما للمجنى عليها مروة فكري، وهي في حالة إعياء شديد، إثر إصاباتها الموصوفة بتقرير الطب الشرعي في سيارة وفاء مكي، وألقيا بها في الطريق العام.
أيضًا جاء بأدلة الشهود، التي أعدتها نيابة شبين الكوم الكلية، أن المجنى عليها مروة فكري، البالغة من العمر 15 عامًا وقتها، والمقيمة بأبنهس مركز قويسنا، وشقيقتها هنادي فكري كانتا تعملان لدى وفاء مكى بالأجر.
وأنه عندما شاهدت الثانية الممثلة في وضع مخل، قامت بإخبار زوجها بما شاهدته، وعلى إثر ذلك، قامت الممثلة بالتعدي عليها، وكيها بسكين، ونزع أظافرها وهتك عرضها، وقام الممثل أحمد البرعي وطليق وفاء مكي، بالاتفاق مع الأخير على التخلص من الخادمة، وهي في حالة إعياء شديد.
نص تحريات الشرطة في قضية الفنانة وفاء مكي
كما أكدت التحريات السرية، التي قام بها العقيد عطية السعيد شحاتة، بإدارة البحث الجنائي، ما أقرته الخادمة وشقيقتها، كما أقر المتهمان الثالث والرابع باصطحاب الخادمة بناء على طلب وفاء مكي إلى محل إقامتها، حيث تركاها بالطريق العام بمكان غير مطروق، وبتوقيع الكشف الطبي على الخادمة وشقيقتها، وجد بهما أثر التئام في أطوار التكوين المختلفة وحروق نارية، وأثر لدمامل متعددة وخراريج منتشرة بعموم فروة الرأس. وتشوه في شكل أظافر اليدين، وأن هذه الإصابات حدثت على النحو الوارد بأقوال الخادمة وشقيقتها.
عليه، حضرت المتهمة وبقية شركائها في الجريمة إلى المحكمة بسيارة الترحيلات، وقضت المحكمة بمعاقبة المتهمة وفاء مكي بالأشغال الشاقة مدة 10 سنوات، والحبس سنة لكل من والدتها، وابن خالتها، وطليقها، والممثل أحمد البرعي، وإلزامها بدفع مبلغ 51 جنيهاً مصريا تعويضاً مؤقتاً للمجني عليهما.
كما قررت محكمة الجنايات بالجيزة، إرسال ملف القضية إلى محكمة استئناف القاهرة، لتحديد جلسة لبدء محاكمة المتهمين من جديد لتقضي المحكمة بتخفيف الحكم عن وفاء مكي من عشر سنوات إلى ثلاث سنوات، بعد أن تم قبول النقض، وانتهت فترة العقوبة في 5 نوفمبر عام 2004.