حريق مخزن ملابس
حريق العتبة.. كيف خاطر رجال الحماية المدنية بأرواحهم حتى أنقذوا المنطقة من كارثة؟
6 ساعات عصيبة عاشها رجال الحماية المدنية في حريق العتبة وهم يصارعون النيران المتوحشة، التي تزداد شراسة، وكان من الممكن جدًّا أن تخطف أرواحهم بألسنتها التي تطيح في كل اتجاه، ولكنهم ظلوا يكافحونها، حتى تمكنوا في النهاية من ترويضها وإخمادها.
أجيج النيران يقطع هدوء الليل
كان أهالي القاهرة قد عادوا إلى منازلهم ليركنوا إلى الراحة والهدوء، وفجأة شق هذا الهدوء فزع وهلع، واضطربت الحياة في ميدان العتبة الذي ارتفعت فيه ألسنة النيران، واختلطت أصوات الاستغاثة بأصوات أجيج النيران التي التهمت مخزن ملابس بالموسكي، وتحولت إلى غول يفترس كل شيء بلا هوادة، ساعده على ذلك أن ضحيته مواد سريعة الاشتعال.
بلاغ بنشوب حريق بمخزن ملابس بالموسكي
ما إن تلقت غرفة عمليات النجدة بالقاهرة بلاغا بنشوب حريق هائل بمخزن ملابس بعقار علي برعي بشارع الرويعي قرب جراج العتبة، حتى انطلقت سيارات الإطفاء تسابق الريح بصحبة قوات أمنية كثيفة؛ لتصل إلى مسرح الأحداث؛ فالثانية بقدر ساعات طويلة من الخسائر الفادحة.
10 سياراة إطفاء في صراع مرير مع حريق العتبة
فور وصول رجال الحماية المدنية، تم فرض كردون أمني؛ في محاولة لمنع امتداد النيران ومحاصرتها للسيطرة عليها، وتسارعوا في التعامل مع الحريق المستعر، ولكن النيران كانت بالغة الوحشية والشراسة والتضخم، فتم دعم قوات الدفاع المدني بسيارات أخرى، حتى وصلت إلى 10 سيارات، وواصلت مكافحة النيران التي كانت تزيد وتمتد.
دعم القوات بمعدات ضخمة
وأمام تصاعد الأحداث بشكل مرعب أجلت القوات الباعة الجائلين؛ لإبعادهم عن الخطر، وسكان العقارات، ولكن النيران كان عنيدة وعنيفة، حتى إنها امتدت إلى مخازن الملابس والأجهزة الكهربائية التي في العقار، والتهمت ما فيها بالكامل، واستمر صراع المطافئ مع الحريق، وتم دعمهم بمعدات ضخمة وسلالم هيدروليك.
مدير الأمن في مسرح الأحداث
وازدحم موقع الأحداث بقوات الأمن، ووصل اللواء جمال ياسين، مدير إدارة الحماية المدنية بالقاهرة، واللواء طارق راشد مدير أمن القاهرة الجديد إلى مكان الحريق؛ لمتابعة مكافحة الحريق المرعب.
لا استسلام أمام خصم متوحش
طوال الـ 6 ساعات القاتلة التي قضاها رجال الدفاع المدني في مواجهة مباشرة مع خصم لدود، يعرض حياتهم للخطر، لم يستسلموا، وظلوا يطاردون النيران العنيدة التي امتدت ألسنتها إلى العقار بأكمله، ووصلت إلى السطح، وظل رجال الإطفاء يلاحقونها، وكلما زادت النار ضرامة، زادت عزيمة الرجال إصرارا على القضاء عليها.
إسقاط واجهة العقار
وبلغ الرعب مداه عندما أسقطت النيران واجهة العقار في مشهد يصعب وصفه، ولكن ظل رجال الإطفاء في جهودهم الحثيثة للقضاء على ذلك الوحش المتغول.
القضاء على النيران
وتمكنوا أخيرا من تحويل اللون الأحمر إلى أسود، حيث خمدت النيران، تاركة دخانها الذي تسبب في اختناق بعض الموجودين، الذين تم نقلهم على الفور لتلقي العلاج، ونجح أفراد الدفاع الشعبي في أن يخرجوا بالحريق الهائل بدون أي وفيات أو إصابات خطيرة، بعد أن كبد أصحاب المحلات خسائر بالملايين، ويعمل رجال الحماية المدنية على تبريد الحريق؛ منعا لعودته للاشتعال، كما يستمع رجال المباحث لأقوال الشهود على الواقعة.
وتم تحرير محضر بالحادث، وإخطار جهات التحقيق، التي أمرت بانتداب المعمل الجنائي؛ لمعاينة حريق العتبة، وبيان أسباب وملابسات الحريق فور الانتهاء من أعمال التبريد الحريق وطلب تحريات المباحث حول الواقعة.
تابع أحدث الأخبار عبر
