رفعت رشاد يكتب: محمود فوزي الذي أعرفه

عرفتُ المستشار محمود فوزي وزير المجالس النيابية، عندما كان أمينًا عامًا لـ مجلس النواب، التقيته مرات قليلة لكنها كانت كافية لكي أحكم على هذا الشاب المتألق، كان شابًا بعقل خبير وقائدًا بسمات حكيم.
قيادة مجلس الشعب من خلال الأمين العام مسألة صعبة ومعقدة وتتطلب من الأمين العام قدرات تتيح له الإلمام بكل تفاصيل الحياة داخل المجلس سواء في قاعة الجلسات أو في اجتماعات اللجان أو في ردهات المجلس التي تنطق بالتاريخ والذكريات البرلمانية.
لابد للأمين العام أن يكون على دراية بتفاصيل ما دار في البرلمان منذ نشأته، عالمًا بالتقاليد والسوابق البرلمانية، عارفًا بالنظم البرلمانية في كل دول العالم.
عرفت أمناء عامين كانوا على هذا القدر مما ذكرت، كما عرفت محمود فوزي كذلك، الفرق كان في سماته التي تخطت حيويته وشبابه لتجعل منه الشاب الحكيم، تعرض محمود فوزي لأمور ليس من المهم ذكرها الآن، لأنه استطاع من خلال ثقته بنفسه تجاوزها والانطلاق إلى آفاق أخرى أكثر رحابة وخلق لنفسه عوالم يمكنها أن تتسع لإمكانياته وقدراته الشخصية والسياسية.
عندما كان محمود فوزي أمينًا عامًا للمجلس الأعلى للإعلام، توقعت أن يخلق لنفسه عالمًا يستطيع من خلاله أن يعطي من جهده وطاقته ما تتحمله الأوضاع، وبالفعل كان «دينامو الحوار الوطني»، الذي نجح كثيرا وحقق أهدافا كانت منتظرة ومتوقعة.
وجاء الاختبار الأكبر، وهو الحملة الانتخابية لرئيس الجمهورية، وكالعادة تفوق محمود فوزي على نفسه وبذل أقصى الجهد لكي تخرج الحملة بهذا الشكل المشرف دون ارتباك أو تشويش من أي نوع، وأديرت الحملة بسلاسة ويسر، وحققت ما تم التخطيط له باحتراف يضاهي الحملات الانتخابية في أكبر الدول الديمقراطية.
والآن، أصبح فوزي وزيرًا للشئون النيابية، ويا له من موقع مهم، مر عليه وزراء عمالقة، كانوا في قمة السياسة والثقافة والأداء، فهذا الوزير نقطة التقاء كل أطراف وأطياف البرلمان على اختلافها، وعليه أن يحقق التناغم التام بين المجلس والحكومة حتى يرقى الأداء، وحتى ينعدم الصدام بين البرلمان والحكومة، فهو واجهة للوزارة وصديق للنواب وميسر كل عقبة، و«حلّال» المشاكل، وأثق أن محمود فوزي، سيدون اسمه في لوحة الشرف بين العظام من الوزراء والسياسيين.
اختيار صادف أهله وقد سعدت به شخصيًا وتمنياتي له بالتوفيق.
تابع أحدث الأخبار عبر