أغرب طرق زراعة حدائق الشيطان
بانجو بالورد والريحان.. جاموسة «مسطولة» تكشف تاجر الكيف

تجار الكيف ومهربو المخدرات، يدخلون هذا العالم ويعلمون مخاطره، البعض منهم يعلم يقينا أن نهايته ربما تكون خلف القضبان، وآخرون يعلمون الخطورة لكنهم يتحايلون على تجارتهم المحرمة، بطرق غريبة، بعضهم يتفنن بطرق غريبة وطريفة لتسهيل تجارتهم، معتقدين أنهم بهذه الطرق سيكونون بعيدين عن أعين رجال الشرطة، بوضعها في أماكن لا تخطر على بال أحد، أو زراعتها في أماكن أبعد ما تكون عن خيال وتفكير المباحث.
مزرعة حشيش وبانجو فوق السطح
الواقعة الأولى، حيلة غريبة وطريفة لجأ لها عاطل مقيم مركز دسوق، في محافظة كفر الشيخ، إذ حول سطح منزله إلى مزرعة لنبات البانجو والحشيش المخدرين، وكان ينتظر نهاية الموسم حتى يجمع المحصول ويقوم بتوزيعه على تجار التجزئة والمدمنين، كما أنه كان يراعي الظروف الاقتصادية العالمية ويبيع بسعر مناسب ومنخفض عن السوق، إلى أن وصلت معلومة لرجال مباحث مركز شرطة دسوق وتم ضبطه ومزرعته.
فوجئ محمد.ع، 36 عاما، برجال الشرطة يحيطون منزله والسطح من كل مكان، وتعجب أهالي قرية أبوعيطة التابعة لمركز دسوق، من العدد الكبير لرجال الشرطة الذي يحيط بمنزل محمد، وتساءلوا، فهو معروف وسط أهل قريته أنه شخص في حاله ولم يسمع عنه أحد أنه مجرم، أو تشاجر مع آخرين، هكذا كان يظهر تاجر الكيف حتى لا يثير ضجة حوله ويبلغ عنه الأهالي، ولكن فوجئ الأهالي أن رجال الشرطة ضبطوه لأنه حول سطح منزله لمزرعة بانجو وحشيش، وكانت البداية عندما وردت معلومات إلى المقدم طارق سكران، رئيس مباحث مركز شرطة دسوق، حول زراعة المتهم نباتي البانجو والحشيش أعلى سطح منزله بغرض حصده وبيعه لمدمني المخدرات، وبتكثيف التحريات تبين صحة ما ورد من معلومات.
تم تشكيل فريق بحث جنائي، ترأسه العميد هيثم عبدالمقصود، رئيس فرع البحث الجنائي بغرب كفر الشيخ، ضمت رئيس مباحث مركز شرطة دسوق، ومعاونيه، تحت إشراف مدير المباحث الجنائية، والعميد حسن قاسم، رئيس مباحث المديرية.
وبتقنين الإجراءات تم مداهمة منزل المتهم، وعثر أعلى السطح على 4 أشجار منزرعة من مخدر البانجو، وشجرة واحدة منزرعة من نبات الهيدرو المستخدم في صناعة الحشيش المخدر، بحوض منزرع مساحته 4 أمتار ونصف في 3 أمتار ونصف، وتم ضبط المتهم، والتحفظ على المضبوطات تحت تصرف النيابة العامة تمهيدًا لصدور قرار بشأنها، وتحرر محضر بالواقعة، وإحالته إلى النيابة العامة التي قررت حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق.
50 شجرة بانجو أعلى سطح منزل
الواقعة الثانية، لجأ فيها تاجر الكيف، إلى حيلة زراعة نبات البانجو المخدر أعلى أسطح منزله، فظن أنه بذلك سوف يتاجر في المخدرات دون أن يفكر أحد في حيلته الغريبة، لكن وردت معلومة لرجال المباحث في مديرية أمن الدقهلية، وتمكنوا من كشف الحيلة الغريبة واستهداف منزله، وتم ضبط 50 شجرة من نبات البانجو، مُعدة للترويج والتوزيع على عملائه.
وتحرر محضر بالواقعة وإحالة المتهم إلى النيابة التي تولت التحقيق وأمرت بإحالته إلى محكمة المنصورة الجنائية، واستمعت لمرافعة النيابة العامة ومرافعة الدفاع الحاضر مع المتهم، وأصدرت حكما بإدانته وعاقبته بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات، وتغريمه 100 ألف جنيه.
أبو النجا وحكايته مع الكيف
الواقعة الثالثة، المتهو فيها، أبو النحا من أبنا محافظة الأقصر، معروف وسط أهالى منطقته أنه يمتلك قلبا من فولاذ، لا يخشى أحدا، لجأ إلى نفس الحيلة التي اتبعها أقرانه من تجار الكيف، معتقدا أن لا أحد سوف يظن فيه، مستغل أن منزله بعيد عن المنطقة السكنية، لكن داهمت منزله فجأة قوة من رجال الأمن، إذ تم ضبط مزرعة من نبات البانجو على مساحة 30 مترا أعلى سطح منزله بالأقصر.
بانجو وسط محصول الفول
وفي البداري، بمحافظة أسيوط، وتحديدا في قرية منشية همام، فكر مزارع في حيلة غريبة معتقدا أنها لن تطرأ على تفكير أحد، واستغل وجود حدائق الرمان واليوسفي كساتر بالمنطقة، وقام بزراعة البانجو وسط زراعات الفول والبرسيم، ولكن تمكن رجال الشرطة بعد تلقيهم بلاغ بالواقعة وتم ضبطه وبمواجهته اعترف بتفاصيل زراعته لحدائق الشيطان وسط محصول الفور والبراسم، وتحرر محضر بالواقعة وإحالته إلى محاكمة جنائية.
البانجو والجاموسة
جريمة أخرى، تم الكشف عنها حينما سقطت جاموسة كانت تتجول في أحد الحقول بأسيوط على الأرض، بعد تناولها نبات الخشخاش الذي تم زراعته وسط المحاصيل الزراعية، وتم ضبط صاحبها.
فكرة شيطانية
لا يمكن أن نصف هذا المتهم إلا بانه قلب ميت، أو لا يوجد قلب بين ضلوعه، ففي الوقت الذي يسعى فيه تجار الكيف بالابتعاد عن أعين الشرطة والحكومة، لكن هذا العامل الذي يدعى محرم.ع، العامل والمسئول الأول عن بستان زهور الوحدة المحلية بإحدى القرى في بمركز ناصر ببني سويف كان له رأي مختلف، فقد أصر أن تزرع الأشجار المخدرة في مزارع رسمية.
وخصص جزءا من مشتل ورود الوحدة المحلية لزراعة 50 شجرة بانجو، واهتم برعايتها وتسميدها، ونجح التاجر في تغييب رقابة الإدارة الزراعية المسئولة عن ذلك في تحقيق أرباح من المشروع، ولكن وقع في شر أعماله وتمكنت قوات الأمن من ضبطه في أبريل من العام الماضي.
حديقة المنزل
واقعة غريبة أيضا، إذ لجأ المتهم إلى زراعة المواد المخدرة، في باقات الورود، على اعتبار أنها ريحان، فقد ألقت مباحث "إدفو" شمال محافظة أسوان القبض على مزارع حول حديقة منزله إلى مزرعة لنبات البانجو المخدر والأفيون، وتم ضبط مساحة نحو 6 قراريط مزروعة بنبات البانجو المخدر والأفيون، وكمية من نبات البانجو المجفف تزن 5 كجم تقريبًا.