أشهرها حسان.. 20 خيلا عربيا أصيلا بأكاديمية الشرطة للمهام الصعبة
يتمتع الخيل العربي الأصيل بمواصفات تميزه عن جميع خيول العالم، وهي أنه صغير الرأس، عريض الجبهة، دقيق الأذن، واسع العينين وبهما يقظة وبريق يدلان على الجرأة و العنفوان، وطول العنق، وامتلاء الصدر ، وتقوس الظهر، وسعة فتحتي الأنف، وقوة الكفلين، وتقويس الظهر قليلًا لأسفل، وتمويج الذيل المرفوع، وخفة الأرجل من غير عيب، وشفافية الجلد.
وورد عن فضلها وعظم مكانتها الحديث النبوي "الخيل معقود في نواصيها الخير"، حيث كانت قديما دبابة الصحراء، واليوم هي رمز العزة والخيلاء، خاصة الخيل العربي الأصيل، الذي يجمع بين القوة والجمال والشموخ.
تمتلك وزارة الداخلية قرابة الـ 20 خيلا أصيلا وله شهادة نسب عريق، منها خيول يعود نسبها إلى أجدادها الذين كانوا في غزوات رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة وأفضل السلام.
وتلقى الخيول الأصايل اهتماما بالغا من وزارة الداخلية المصرية؛ لذا أنشأت لها وحدة الخيالة أو إدارة الخيالة بأكاديمية الشرطة، ولا تزال الخيو تؤدي مهمة لا يؤديها غيرها، حيث تستعين بها الداخلية فى تأمين المناطق الوعرة التى تتميز بوجود حواجز مائية ودروب ومدقات جبلية يصعب وصول الأفراد إليها.
كما أنها تستخدم في تأمين المباريات المهمة التى تقام باستاد القاهرة بشكل خاص، وتأمين شارع المعز الأثرى بالقاهرة التاريخية، وتشارك في عروض أكاديمية الشرطة وفي المسابقات العالمية.
نشأة إدارة الخيالة بالداخلية
تأسَّسَت كتيبة الخيَّالة فى مَدرسة البوليس عام 1942، وكانت شرطة الخيَّالة تقوم بتسيير ركائب أو دوريات راكبة، وتتكون من ضابط واثنين من الأفراد، وتعمل باستمرار كل ساعتين؛ لحفظ الأمن ومنع الجريمة؛ حيث إن الطرق كانت وعرة، ويستلزم الأمر عبور موانع مائية ورملية على ظهر الخيول.
كانت شرطة الخيَّالة تقدم عروض الاحتفالات المَلكية والمناسبات الهامة جدًّا، ومنها يوم تنصيب الملك، ويوم وفاء النيل، ويتم ذلك فى جميع محافظات الجمهورية من الإسكندرية إلى أسوان.
وهناك إدارتان فى الشرطة للخيول: الأولى فى أكاديمية الشرطة، وهي "إدارة الخيَّالة"، التى هى تطوُّر لكتيبة الخيَّالة التى تأسَّسَت عام 1942، وتضم 3 كتائب وناديًا للفروسية، وتختص بتدريب الطلاب على ركوب الخيل؛ لاكتساب الشجاعة والإقدام ورفع الثقة بالنفس واللياقة البدنية، وأيضًا التدريب على إدارة المواقف المفاجئة المختلفة.
ويتم اختيار الطلاب المتفوقين للاشتراك فى فرق الخيَّالة، التى تشمل الفروسية ورياضة التقاط الأوتاد والترويض؛ للاشتراك فى العروض أمام ضيوف أكاديمية الشرطة فى المناسبات المختلفة.
الادارة الثانية هي إدارة الخيَّالة التابعة للإدارة العامة لقطاع التدريب، وتختص بالإشراف وتدريب جميع الأفراد والمجندين فى وزارة الداخلية، والإشراف على جميع وحدات الخيَّالة بمديريات الأمن المختلفة، وعلى سبيل المثال هناك دوريات خيَّالة بمديريات أمن القاهرة تؤمِّن شارع المعز، وأيضًا استاد القاهرة خلال المباريات.
تدريب وطعام الخيول بأكاديمية الشرطة
يتم تدريب الخيول لمدة ساعتين يوميا من خلال طابورَين: الأول من الساعة السادسة إلى السابعة صباحًا، والثانى من الساعة الرابعة عصرًا إلى الخامسة.
ويتم توفير أماكن إعاشة للخيول، وهي حظائر على مستوى عالٍ من الجودة، وتتناول الخيول عليقة مُرَكزة مجففة، عبارة عن كُسب وعلف تحت رعاية القسم البيطرى بأكاديمية الشرطة، الذى يقوم بمجهود كبير فى تقديم الأدوية والفيتامينات بصفة دورية.
ويأكل الخيل العربى الأصيل 15 كيلو عليقة يوميا، منها 5 كيلو علف جاف و10 عليقات خضراء من برسيم وغيره. أما الخيل البلدى أو الأجنبي فيأكل 18 كيلو يوميا، ولا يوجد أى اختلاف فى نوعية الطعام.
الحصان العربي الأصيل
الأمير محمد على توفيق هو صاحب الفضل فى تربية الخيول العربية الأصيلة في مصر، وهو نجل الخديو توفيق، وجده الأكبر هو محمد علي باشا، ووالدته الأميرة نجية بنت إبراهيم إلهامى باشا، ابن عباس الأول، وهو مؤسِّس مملكة الخيل المصرية الحديثة، وكان مُولعًا بالرحلات والسفر وتربية الخيول منذ صغره، وله بصمات واضحة فى تأسيس جمعية الزهراء لتربية الخيول العربية الأصيلة الموجودة حاليا في شارع أحمد عصمت بمنطقة عين شمس، وجلب لها خيولًا لها أسماء شهيرة ونسب، مثل "رزقية" و"فريدة" و"دوخة" و"أم دلال" و"دلال".
واشترت الجمعية كل ما كان يُعرض عليها من أفراس أصيلة تربت فى إسطبلات الأمير محمد، مثل "عروسة" و"جميلة" و"المرجعية" و"سعادة"، ثم استخدمت الطلائق "جميل" و"الصقلاوى" و"الجدران" و"مبروك" و"الكحيلان" و"المرح" و"ربدان" و"سمحان".
وقام الأمير بعد ذلك بإهداء الجمعية حصانًا يُدعى "ابن حلبى" و"ربدان"، والأخير أنجب الحصان الأسطورة "ابن ربدان"، الأجمل فى ذلك الوقت، وهو والد الحصان المميز "شهلول". ومن أشهَر إنتاجة الفرسة "أم سعيد" و"بكرة" و"منية النفوس" و"قطيفة"، والحصان "حمدان" الذى أحَبَّه جدا أحمد باشا حمزة، وأطلق على مزرعته اسم "استيلاف حمدان"؛ تكريمًا لهذا الحصان، ثم أهدت الجمعية الحصان حمدان للملك فاروق، وأصبحت محطة الزهراء للخيول الأشهَر على مستوى العالم، وكان الأمير محمد على توفيق سببًا غير مباشر فى إنشاء سجلات نَسب للخيول وأصولها.
خيول عربية منسبة بأكاديمية الشرطة تعود لخيل الصحابة
وتحتفي وزارة الداخلية متمثلة في أكاديمية الشرطة بما يقارب من 20 خيلا عربيا أصيلا له نسب وشهادات نسب معتمدة، يعود إلى خيول كانت مع صحابة نبينا محمد وقت الغزوات.
وهذه الخيول تعامل معاملة خاصة، فهي لا تضرب أو تعنف كباقي الخيول؛ لأنها تشعر بكرامتها، فقد تقلع عن الطعام، أو لا تؤدي مهامها بسبب ذلك؛ لذا فهي تعامل معاملة خاصة.
وفي الاحتفالات الضخمة لوزارة الداخلية تستعين بالفرسان الذين يؤدون عروضا صعبة، تظهر ما اكتسبوه من خبرات طويلة، حيث يستطيع الضباط التقاط الأهداف بواسطة "الرمح" مع السرعة الكبيرة، فضلاً عن التقاط عدة أهداف في وقت واحد، من على الأرض، حيث ينزل الفارس من الحصان، حتى يكاد يقترب من الأرض مع السرعة العالية، ويلتقط الهدف؛ وذلك نتيجة لثمرة تدريبات كبيرة للفارس وللخيل للوصول إلى أعلى المستويات.
وأشهر حصان لدى أكاديمية الشرطة هو الحصان حسان وسلالته التي لا تزال موجودة حتى الآن، وتتمتع بالأصالة والنَّسَب، وهو من جنس نقى.
تابع أحدث الأخبار عبر
