ما مصير الجماعة الإرهابية بعد إصدار بريطانيا تعريفا جديدا للتطرف؟

ما هو مصير الإخوان الإرهابية بعد إصدار بريطانيا تعريفا جديدا للتطرف؟ سؤال يطرح نفسه، وذلك بعد أن أصدرت بريطانيا الخميس الماضي تعريفًا جديدًا للتطرف.
مصير الجماعة الإرهابية بعد التعريف الجديد للتطرف؟
ونص التعريف الجديد على أن التطرف "هو ترويج أو تعزيز أيديولوجية تقوم على العنف أو الكراهية أو التعصب, تهدف إلى تدمير الحقوق والحريات الأساسية، أو تقويض أو استبدال الديمقراطية البرلمانية الليبرالية في بريطانيا، أو خلق بيئة للآخرين عن عمد لتحقيق تلك النتائج. وبهذا التعريف تكون بريطانيا قد انضمت إلى دول أوروبية أخرى مثل فرنسا والنمسا عملت على التضييق على التنظيم الدولي للإخوان المسلمين منذ سنوات.
وما يمثل مفارقة في هذا السياق، أن بريطانيا لطالما مثلت قاعدة لجماعة الإخوان ومركزا لعملياتها على مدى عقود، ويرجع ذلك إلى التعريف الفضفاض الذي كانت قد صاغته لندن
للتطرف والذي اقتصر على المعارضة الصريحة والفعلية لقيم المملكة البريطانية الأساسية وهو ما ترك المجال واسعاً أمام الجماعة لتجذير أصولها في بريطانيا من خلال أشكال مختلفة:
أولها النشاط السياسي الذي لا يتعارض مع قيم المملكة لتجنب الحظر وكذلك التغلغل داخل الجامعات من خلال الأنشطة والجماعات الشبابية.
ويندرج وجود الإخوان في بريطانيا تحت منظومة مهمة ومؤسسية للغاية قائمة على إدارة شبكة من المصالح المرتبطة بالجوانب الاجتماعية والسياسية والأمنية مما خلق للإخوان والجماعات التابعة لها في بريطانيا أهمية خاصة لدى الحكومات المتعاقبة، ويشمل الواقع المؤسسي لوجود التنظيم في بريطانيا شبكة جمعيات تضم حوالي ٦٠ منظمة.
وعلى المستوى الاقتصادي كذلك يصل حجم الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة للجماعة في بريطانيا إلى حوالي عشرة مليارات دولار، وحصلت شركات الإخوان ومؤسساتهم على الوضع القانوني تخوفًا من قبل الجانب البريطاني من أن يتحول الإخوان للعمل السري، مما يضر بمصالح الحكومة البريطانية.
ومن هنا فإن بريطانيا التي شكلت بلدًا استقرت فيه الجماعة ومارست أعمالها بعدما وفرت له الحكومات البريطانية المساحات المطلوبة تحولت اليوم وبعد التعريف الجديد للتطرف إلى بلد يضيق على أنشطة الجماعة على الأقل من الناحية النظرية بما فيها من تأثير على المستوى الجماهيري عن طريق نشر وترويج الأفكار المتطرفة وهي صفعة جديدة للجماعة تضاف إلى الصفعات المتتالية التي كان آخرها حالة التقارب بين القاهرة وأنقرة.
تابع أحدث الأخبار عبر