سيدة تبكي علي جهاز عرس بناتها الأيتام وأخري علي ضياع مجوهرات زوجة أبنها، وأخرين علي ضياع تحويشة العمر
«الحادثة» تحاور أصحاب الشقق المتفحمة في حريق ستوديو الأهرام (صور)
بصوت حزين وألم نبع من القلب، بكي أهالي العقارات والشقق السكنية علي أطلال مساكنهم المدمرة من آثار حريق ستوديو الأهرام الذي اشتعل بمنطقة العمرانية بالجيزة، والتهمت النار العقارات والشقق السكنية المجاورة للاستوديو.
والتقت الحادثة بأصحاب تلك الشقق، وكان الحزن يخيم عليهم، فمنهم من فقد تحويشة عمره ومنهم من فقد جهاز العرس لبناته الذي جمعه بعد مثابرة ومكابدة مع الأيام، ومنهم من فقد جميع الأجهزة الكهربائية ومنهم من فقد كل شيء داخل الشقة ولم يخرج سوي بحياته وملابسة التي تحمية من برد الشتاء.
ويقول جمال الدين مصطفي صاحب شقه محترقة بالطابق الرابع بالعقار رقم 5 مكرر بشارع الجلاء المتفرع من شارع خاتم المرسلين والمجاور لاستوديو القاهرة إن النار حرقت جميع محتويات شقته وقال قضينا الليلة الأولى من الحريق في الشارع ولم أتحصل على شيء من شقتي سوى الملابس التي أرتديها وأقضي الليلة الثانية بالشارع كذلك.
فيما أكد محمود محمد أن والدته تقطن بالطابق الأرضي بالعقار رقم 5 مكرر، وأنه هرول ساعة الحريق لإنقاذ والدته من النار، مضيفا أن النار أتت على كافة محتويات الشقة ودمرت غرفة النوم والصالة والأجهزة الكهربائية والمراتب وأكلت النار الملابس، ولم يبقَ شيء لم يحترق داخل الشقة وتفحمت بالكامل، وأشار إلى أن الحريق شب في تمام الساعة الثانية إلا ربع صباحا وهرول الجميع لإخماد النار، وتمكنوا بالاشتراك مع الحماية المدنية من إخماد الحريق بصعوبة.
فيما قالت سيدة كانت تجلس تحت شجرة وتبكي بحرقة إن جهاز عرس نجلتيها احترق بالكامل وهي جمعته بعد شقاء وبعد مكابدة مع الأيام، خاصة أنها فقدت زوجها في وقت مبكر، وقامت بتربية بنتيها وتجهيزهما وكافحت عليهما، والآن كل ما تملك قد احترق وهي لا تستطيع في ظل تلك الظروف أن تجهز بنتيها مرة أخرى ولا تعرف ماذا ستفعل، وتحدثت بحرقة وبدموع حارة وبفؤاد محترق من تلك الكبوة التي تراها كبيرة.
فيما كانت سيدة أخرى تصرخ وتصيح على فقدان محتويات شقتها بعدما أتت النار بالكامل على محتوياتها، وأكلت الأخضر واليابس ومن شدة البكاء لم نستطع الحديث معها، فكانت في حالة انهيار.
وقالت الحاجة أفندية مصطفى صاحبة العقار رقم خمسة مكرر بشارع الجلاء من خاتم المرسلين والمجاور لاستوديو الأهرام إن النار أحرقت كافة شقق العقار وهي تملك شقتين داخل هذا العقار، وأتت النار على محتويات شقتها وشقة نجلها واحترق العفش وغرف المعيشة والأجهزة الكهربائية ولم تبقِ النار أي شيء وجميع الملابس احترقت بالكامل وقضت يومها في الشارع أسفل العقار.
وقال مصطفى حسن صاحب شقة في الطابق الثاني بالعقار رقم خمسة إن غرفة نومة احترقت بالكامل وحرقت النار شقة عمته بالكامل بجميع محتوياتها من رفايع وأجهزة ومفروشات وغرف وتفحمت الشقة بالكامل، وقال إن العقار نتيجة السخونة والحريق والتبريد بالمياه أصبح هشًّا، وأصبحت المباني هشة، فلو ركنت برجلك على السقف فقد ينفلق هذا السقف الهش نتيجة الحريق فهذه المباني تحتاج إلى ترميم قوي وكبير.
وفي ذات السياق التقت الحادثة بحارس العقار رقم 3، ويدعى وليد عبد الغني والذي قال إنه كان شاهدا على الحريق منذ اللحظات الأولى لنشوبه، وقال قمت بحمل كبار السن من السيدات والرجال وأخرجتهم من النار إلى الشارع، وقال بدأ الحريق في تمام الساعة الواحدة و45 دقيقة، وامتدت ألسنة اللهب من الاستوديو إلى العقارات المجاورة، وتطاير الشرر والتهمت النار العقار الذي أحرسه والعقارات المجاورة له، وأضاف هنا في هذا العقار يقطن بعض الشخصيات العامة منهم أستاذ بكلية التربية الرياضية ونقيبة صيادلة الجيزة وغيرهم، وأتت النار على محتويات شققهم بالكامل، وتابع أن الأخشاب التي كانت مشتعلة تطايرت إلى المباني المجاورة من الاستوديو، وهو ما أدى إلى تزايد اشتعال الحرائق.
أصحاب الشقق المحترقة
