أحدث الأخبار
رئيس التحرير
محمد أبو عوض
رئيس التحرير التنفيذى
أحمد حسني

العد التنازلي لرمضان 2024.. باقٍ 20 يوما على شهر بهجة الأطفال

الأطفال وفرحة رمضان
الأطفال وفرحة رمضان

كم باقي على رمضان 2024

كم باقي على رمضان 2024.. العد التنازلي لرمضان

سيبدأ شهر رمضان 2024 يوم الاثنين 11 أو الثلاثاء 12 مارس 2024، ومن المتوقع أن تكون عِدة رمضان 30 يوما هذا العام

وستكون ليلة تحري هلال رمضان يوم الأحد 10 مارس 2024، ونواصل العد التنازلي لشهر رمضان 2024، الباقي عليه 20 يوما

الأطفال ورمضان

ونحن ننظر العد التنازلي لشهر رمضان 2024، الذي لم يبقَ عليه سوى 20 يوما، هناك من ينتظره بأشد شوق منا، وهم أطفالنا، الذي يجدون في الشهر الكريم بهجة لا مثيل لها.. بهجة ممتدة لثلاثين يوما، فكيف نتعامل مع أطفالنا في رمضان؟

ابنك هو ثمرة غرسك التي تجنيها 

طفل اليوم هو رجل الغد، وهو الثمرة التي يجنيها الأب عندما يكبر، ويضعف، وهو ما أكده الحديث النبوي الصحيح "إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ : صدقةٍ جاريةٍ ، وعلمٍ ينتفعُ به ، وولدٍ صالحٍ يدعو له" (صحيح مسلم).

ولأن الأطفال صناع المستقبل؛ لذا اهتم الإسلام بهم اهتماما بالغا، خاصة أنهم ما زالوا على الفطرة؛ لذا فهم بيئة خصبة لإنبات الإيمان والترعرع عليه.

ماذا يعني رمضان عند الأطفال؟

يمثل شهر الله فرحة خاصة في قلوب الأطفال لا تقارن، فهو بالنسبة لهم زينات وفوانيس وأغانٍ متوارثة؛ لذا فهو فرصة للآباء في انتهاز هذه المناسبة السنوية لتنشئة الأبناء تنشئة سليمة.

كيف تتعامل مع طفلك في رمضان؟

أول شيء يجب على الآباء فعله مع أطفالهم هو تحبيبهم في الصيام وفي شهر رمضان، والتحبيب يكون بالترغيب لا الترهيب، بأن يحدثوا أبناءهم عن فضل رمضان، وماذا أعد الله للصائمين من أجر لا مثيل؛ مصداقا للحديث القدسي " كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ"، وأن يعرفوهم الحكمة من الصيام، ويكون حوارهم إجابة لأسئلة تخطر ببال الأطفال؛ ليكوِّنوا لديهم ثقافة رمضانية وقاعدة بيانات ينشؤوا على أساسها، وأن يشجعوهم على طرح أي سؤال يخطر ببالهم بلا أي حرج، ويفهموهم أن الله خلق لهم عقلا لكي يستخدموه بكل طاقته بلا محاذير، وأن التفكير عبادة، حضَّ الله عليها كثيرا في القرآن الكريم.

محاذير في تعويد الأطفال على الصيام

هذا على الجانب النظري. أما الجانب التطبيقي فهناك محاذير نتيجتها وخيمة، كالحماسة لرؤية الطفل صائما يتباهى به أبوه، وهو لا يدري أن ابنه من داخله يضجُّ من إكراهه له، سواء كان الإكراه باللين، بأن يتسبب في إحراجه إذا لم يصُم مثله، أو الإكراه بالشدة بإلحاح الأب عليه ومتابعة صيامه، ويجب أن يضع نصب عينيه دائما أن ابنه غير مطالب بالصيام، وإنما هو في فترة تأهيل وتدريب، لا امتحان ومحاسبة.

يكفي أن يعوده على الأجواء الروحانية؛ لنكوِّن عنده ثقافة بصرية ستنعكس فيما بعد سلوكا عمليا، فعندما يرى الطفل أسرته تصوم، فإنه بطبيعة نفسيته والبيئة من حوله سيحاول هو أيضا الصيام؛ لذا علينا تشجيعه على الصيام لفترة وجيزة، وأن نلزم في التشجيع الرحمة والتسامح لا الإلزام والقسوة، بان نحضر له حلويات، ونكافئه على تقربه إلى الله؛ لينشأ محبا للصيام.

أعداد كبيرة أدت صلاة القيام في مسجد بلال بن رباح
صلاة قيام رمضان

الأطفال وصلاة القيام في رمضان

وإذا دفع الطفل الفضول، أو التقليد، إلى أن يطلب الذهاب مع والده إلى المسجد؛ ليشهد صلاة القيام، فمن المهم جدا أن يكون الطريق إلى المسجد نزهة، لا وقارا وحبسا، ومراعاة إعادته إلى المنزل إذا طلب دون تردد أو تأخير أو محاولة إقناعه بالبقاء لحين انتهاء الصلوات، وإنما يأخذه، ويعود به إلى المنزل، ثم يخبره والبسمة تملأ وجهه أنه عائد لاستكمال الصلاة؛ حتى لا يضيِّع أجر القيام الذي يباهي الله به ملائكته الذين حضروا ليشهدوا الصلاة، ويحفُّوا المصلين بأجنحتهم، وأن يحدثه بجمل مختصرة تشعل ذهنه وخياله عن الغيبيات الإيمانية المتعلقة بقيام الليل وشهر رمضان عموما، وأن يحذر أن يطلب منه الذهاب إلى المسجد إلا إذا أراد هو؛ حتى لا يكره الصلاة والمسجد والقيام ورمضان، فيرتكب الآباء إثما لا يطيقون حمله ظنا أنهم يحسنون صنعا، ويريدون تنشئة إنسان مؤمن؛ لأنه في النهاية طفل.

الصيام وبناء الرجال

وقت انتظار الإفطار هو فرصة رائعة للحديث عن أن الصيام مدرسة لتنشئة الإرادة القوية والإنسان الذي يقود نفسه بنفسه، ويسيطر عليها، ويتحمل تحمل الأقوياء، وأن الصوم هو الفريضة التي جعل الله الإنسان فيها رقيبا على نفسه، بشرط ألا ينتهي الحوار بإلزام الطفل بشيء.

برامج ومسلسلات رمضان 

وبعد الإفطار تكون الهجمة الإعلامية التي تستغل شهر رمضان للترفيه ببرامج ومسلسلات رمضان، التي يحبها الأطفال، وهنا يجب التعامل بحنكة، فلا نمنع أطفالنا من المشاهدة، ولكن نقدم لهم بدائل، ونصبر عليهم، ونتركهم يختارون، ولا نحاسبهم على اختياراتهم، وإنما نجعل فترة ما بعد الإفطار ترفيها ولعبا مع الأبناء، وهذا من ديننا، فقد كان الصحابة في عهد الرسول صلى الله يجرون وراء بعضهم في "الاعتكاف"، ويتقاذفون البطيخ في حضور الرسول صلى الله عليه، وسلم، وهو ما جاء في الحديث النبوي الصحيح الذي رواه البخاري عن بكر بن عبد الله المزني" كان أصحابُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يتبادَحون بالبِطِّيخِ ، فإذا كانت الحقائقُ كانوا هم الرجالَ".

كما أنها فرصة لحكي القصص عن الأنبياء والرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة وتاريخ الإسلام؛ ففيها دراما تفوق دراما الشاشات، وتجسيد لمعاني ومبادئ الإسلام ترسخ في ذهن الطفل وقلب الطفل.

مواقع التواصل الاجتماعي ورمضان

وكما اختطفت مواقع التواصل الاجتماعي الأبناء، يجب أن يستغل الآباء فرصة رمضان لإنشاء شبكة تواصل اجتماعي حقيقية، وسيقارن الطفل بين الاثنين، وسينتهي إلى نتيجة واحدة، أن الواقع حقيقي، والافتراض وهم، خاصة عندما يعلم أن رمضان هو الشهر الوحيد الذي يتجمع فيه أفراد العائلة لا الأسرة فقط.

الأمر ببساطة هو أن يوضح الآباء لأبنائهم معالم الطريق، ويتركوه، وهو سيسير عليه، ويعرف ماذا سيفعل، فينشأ ولدا صالحا يدعو له.

تابع أحدث الأخبار عبر google news