الجاريان: مليون شخص بلا مأوى .. جوزيب بوريل يسخر من دعوات إخلاء رفح الفلسطينية

سادت حالة من الذعر واليأس سكان مدينة رفح الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة، وذلك بعد ليلة كاملة من القصف المستمر، كما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إجلاء المدنيين الفلسطينيين من منطقة رفح في غزة، وانتقد مسؤول السياسة الخارجية جوزيب بوريل هذه الدعوة.

تحذيرات من أزمة جديدة في رفح الفلسطينية: مليون شخص بلا مأوى

حالة من الذعر واليأس سيطرت على سكان رفح في جنوب قطاع غزة، بعد ليلة من القصف، حيث فر أكثر من مليون شخصًا عن المأوى مع خوفهم من هجوم بري من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وقال يوسف هماش من المجلس النرويجي للاجئين، الذي لجأ مع عائلته إلى رفح، لصحيفة الغارديان البريطانية: "كانت الليلة الماضية أثقل ليلة شهدناها منذ هربنا إلى رفح، وذكّرتنا بما عانيناه في شمال غزة، وفي مدينة غزة، ومرة ​​أخرى في خان يونس".

ووصف كيف كان يخشى حتى أن ينظر من النافذة خلال ليلة من الهجمات العنيفة في رفح التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 67 شخصا وإصابة ما يصل إلى 100 آخرين، وقال إن الضربات التي شنتها إسرائيل أثناء إنقاذ رهينتين احتجزتهما حماس  كانت شديدة للغاية، حيث يعتقد أن العملية البرية الإسرائيلية قد بدأت بالفعل.

وبحسب التقرير فإن ما لا يقل عن نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يتزاحمون في مدينة رفح، وهي المدينة التي كانت تحتوي في السابق على جزء صغير من هذا العدد، وقد وجد البعض مساحة متضائلة في المنازل أو المستشفيات أو المباني الأخرى، بينما وجد البعض الآخر يتجمعون في الملاجئ. خيام مؤقتة والآلاف ينامون في الشوارع.

وقال هماش: "اضطر الناس إلى الفرار من أجزاء أخرى من غزة، وجاءوا إلى هنا ليشعروا بالأمان، وهو ما فقدناه منذ أن بدأ الإعلام الإسرائيلي ونتنياهو الحديث عن توسيع العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح".

وبدأ المسؤولون الإسرائيليون مناقشة علنية لإحراز تقدم أعمق في الجنوب. ولكن بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في رفح، بما في ذلك ما لا يقل عن 600.000 طفل وفقاً لليونيسف، فإن معظمهم يخشون أنه ليس هناك مكان يذهبون إليه.

وتابع هماش: "ليس لدينا خيارات، وعندما تفكر في الأمر، فمن الصعب حقًا استعادة أي شعور بالأمان، والمنطقة الوسطى مكتظة بالفعل فهناك العديد من المخيمات التي تضم ملاجئ مؤقتة في جميع أنحاء دير البلح، وهي الوجهة الرئيسية للفارين من رفح، لكن "لا توجد مساحة هناك لاستيعاب 1.3 مليون شخص موجودين هنا".

وأضاف: "كانت رفح الوجهة النهائية لمعظم الناس، لقد فرت العائلات هنا أربع أو خمس مرات الآن، وهي الآن محاصرة بين الحدود المصرية والدبابات الإسرائيلية التي تقوم بعمليات برية في خان يونس".

جوزيب بوريل يسخر من دعوات إخلاء رفح الفلسطينية

حيث انتقد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إجلاء المدنيين الفلسطينيين من منطقة رفح في غزة، وتساءل جوزيف بوريل عن كيفية تنفيذ خطة الإجلاء من رفح، وقال:"سيقومون بالجلاء.. إلى أين؟.. إلى القمر؟.. إلى أين سيلجئون هؤلاء الناس؟".

وهاجم بوريل في تصريحاته ببروكسل "نتنياهو"، قائلًا:" إنه لا يصغي لمناشدات تطالبه ببذل مزيد من الجهود لحماية المدنيين".

وقال بوريل وهو في أشد الحالات غضبًا وانفعالًا فيما يبدو: "الجميع يذهبون إلى إسرائيل، متوسلين من فضلكم لا تفعلوا هذا، احموا المدنيين، لا تقتلوا هذا العدد الكبير فكم هو العدد الذي يعد مفرطاً؟.. ما المعيار؟"، مضيفا: "نتنياهو لا ينصت لأحد".

ودعا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة ضمناً إلى إعادة النظر في مساعداتها العسكرية لإسرائيل؛ بسبب العدد الكبير من الضحايا المدنيين في الحرب في غزة، وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال الأسبوع الماضي إن رد إسرائيل على هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر الماضي تجاوز الحد.

وقال مسؤولون أمريكيون مراراً إن عدد المدنيين الذين قتلوا في غزة كبير للغاية، وقال بوريل: حسناً إذا كنتم تعتقدون أن عدداً كبيراً للغاية من الناس يقتلون، فربما يتعين عليكم تقليل إمدادات الأسلحة لمنع قتل هذا العدد الكثير جداً من الناس.

تابع أحدث الأخبار عبر