أحدث الأخبار
رئيس التحرير
محمد أبو عوض
رئيس التحرير التنفيذى
أحمد حسني

روسيا اليوم تحتفي بعباس بن فرناس: عالم موسوعي ومخترع ألهم دافينشي بأفكاره

عباس بن فرناس ملهم
عباس بن فرناس ملهم دافنيشي والعلماء الذين أتوا بعده

نشر موقع روسيا اليوم تقريرا عن العالم المسلم عباس بن فرناس تحت عنوان "أول أجنحة بشرية في السماء!"، بدأه بتعريفه اللائق به على عكس ما يتم الترويج لها في ثقافتنا العربية بأنه كان شخص متهور، حاول يقلد الطيور، فلقي مصرعه. 

وكتب موقع RT: "هو عالم مسلم متعدد المواهب واسع الأفق وصاحب خيال واسع، سبق عصره بأشواط، بل وتميز بأنه سبق عباقرة عظاما تلوه وكانوا يوصفون بأنهم سبقوا عصرهم، بما في ذلك ليوناردو دافينشي".

وأضاف أنه "كان عالما موسوعيا ومخترعا برع في الرياضيات والفيزياء والطب وعلم الفلك والهندسة، ولم يترك حتى الشعر والموسيقى".

صناعة الزجاج من الرمل

واستعرض الموقع الروسي براعة عباس بن فرناس في المجال الهندسي بأنه "كان مغرما بالأجهزة والساعات الميكانيكية، كما كان هذا العالم الفذ مهتما بالبلورات والكوارتز والرمل وبصناعة الزجاج، واستغل معرفته الواسعة في هذا المجال في تصميم ساعة مائية، كما طور طريقة لإنتاج الزجاج من الرمل".

صنع عدسات 

وتابع الموقع أنه "بعد تجارب على العدسات والاهتمام بخصائصها في التكبير، حوّل الزجاج المصنوع من الرمل على زجاج السيليكا والكوارتز، وبهذه الطريقة ابتكر أكوابا أندلسية للشرب، كما نجح عباس بن فرناس في صنع خليط من الزجاج يجعله أكثر شفافية، ويتفوق على المنتجات الشبيهة المتوفرة في ذلك الوقت".

ومن إنجازاته العملية أيضا في هذا المجال، أنه ابتكر طريقة خاصة لصنع "أحجار القراءة"، وهي عدسة منحنية بإمكانها مساعدة ضعاف البصر في القراءة.

اخترع نظارات وجهاز كرونومتر للملاحة البحرية

وكشف موقع روسيا اليوم أن ابن فرناس "اخترع نموذج أولى للنظارات ولجهاز "كرونومتر"، وهو عبارة عن ساعات دقيقة للغاية تستخدم في الملاحة البحرية والجوية".

واختتم الموقع بالحديث عن تجربة الطيران التي خاضها عباس بن فرناس بقوله "أما محاولته تجسيد الحلم الذي راود البشر على مر العصور بالطيران مثل الطيور، فقد احتفظ عباس بن فرناس بهذه الفكرة العبقرية إلى أن تقدم في السن، وبلغ من العمر 65 عاما، وعلى ما يبدو كان يعرف جدية وصعوبة مثل هذه المهمة المستحيلة بالنسبة للمتوفر من العلوم والمعارف في عصره".

أول من صنع القلم الحبر

كما أنه هو أول من صنع القلم الحبر في التاريخ عندما قام بتصميم أسطوانة متصلة بحاوية صغيرة يتدفق عبرها الحبر إلى نهاية الأسطوانة المتصلة بحافة مدببة للكتابة.

وكان هذا الاختراع حيويًا ومهمًا في التاريخ الإنساني، وفيه دلالة الانتقال من عصر الكتابة بالريشة إلى القلم الحبري الذي سوف يغزو العالم بعدها في أوروبا، عندما يطور بشكل أفضل، كما صنع وطور بعض الآلات الهندسية كالمنقلة.

أمازيغي رحالة في طلب العلم

يذكر أن عباس بن فرناس بن ورداس التاكُرني، والملقب بـ "أبو القاسم" وُلِد في مدينة رندة في مقاطعة ملقا جنوب الأندلس لعائلة من أصول أمازيغية، وتنقل بين البلاد طلبا للعلم، والتحق بدار الحكمة في بغداد، ودرس فيها علوم الفلك والهندسة والموسيقى، إلى جانب دراسته علم الفيزياء.

وهناك رواية تقول إن آرمن فيرمان هو عباس بن فرناس، وما لا يعرفه الكثيرون أن عباس قضى بقية حياته بعد محاولته الطيران في تطوير مبادئ إلكترونيات الطيران، وأن كتبه في الفلك والإلكترونيات والفيزياء والهندسة ألهمت والفيلسوف الكبير ليوناردو دا فينشي في رسومه التي ظهرت فيها تصميمات للطائرات.

تجربة عباس بن فرناس الناجحة في الطيران

أما عن تجربته في الطيران فقد سبقها بعمل دراسة دقيقة لحركة الطيور وأجنحتها وكيف ترتفع في الجو، وأجرى العديد من العمليات الحسابية من حيث الأوزان والسرعات والرياح، وغيرها من المسائل الدقيقة، حتى صنع رداء من الريش لبسه وطار به في عام 875 ميلادية أمام حشد من الناس، ونجح في تجربته، ولكن كانت العقبة الوحيدة هي هبوطه، والذي كان يتطلب صناعة ذيل يساعد على الهبوط الآمن، فسقط وأصيب ببعض الكسور والجروح.

ويخلط الكثيرون بين تجربة عباس بن فرناس الناجحة ومحاولة إسماعيل بن حماد الجوهري، التي صنع فيها شراعا خشبيا ربطه حول نفسه، وصعد على سطح مسجد أمام جموع من الناس، وحاول أن يطير، ولكنه سقط، وتوفي في ذلك الحادث.

تابع أحدث الأخبار عبر google news