باقي 37 يوما على رمضان| كيف أقاوم شدة الجوع في الصيام؟
باقٍ 37 يوما على موعد شهر رمضان الكريم، الذي يترقب رؤية هلاله مليار و800 مليون مسلم حول العالم بشوق شديد؛ لما له من بركات ونفحات تأتي في هذا الشهر العظيم، ويمثل الامتناع عن الطعام مشكلة عند بعض الصائمين؛ لأن له عضات مؤلمة، قد لا يصبرون عليها، وينفعلون، ويتحول شهر حسن الخلق والتسامح إلى مشاحنات.
من أين تأتي عضات الجوع؟
تأتي عضات الجوع عندما تفرغ المعدة من الطعام لعدة ساعات، فتبدأ في الانقباض وعمل انقباضات شديدة، فتحدث ألما بدنيا ونفسيا. وما لا يعرفه البعض أن هذه التقلصات تكون أقوى عند الشباب ومن لديهم صحة جيدة؛ لأن المعدة تكون نشيطة، وهذه التقلصات تزيد مع انخفاض السكر في الدم، وتظهر آلامها عادة بعد 12 ساعة على آخر طعام دخل إلى المعدة، ولكن هذا ليس قياسا على الجميع؛ فهو يختلف من شخص لآخر.
والحكمة من هذه التقلصات هو تنبيه الإنسان إلى تناول الطعام الذي قوام حياته، وتوصل العلماء إلى أن الدماغ يحتوي على مركز بالغ الصغر، مسئول عن هذا التنبيه، وأنه في ذات الوقت حال مرض الشخص أو إصابته بجرح يتوقف عن التنبيه، وفي بعض الحالات يفقد الإنسان شهيته إلى الطعام بشكل نهائي رغم أنه في شدة الجوع وفي أمسِّ الحاجة إليه.
الحل لمنع شدة الجوع في الصيام
قدم الإسلام حلاًّ لعضات الجوع أثناء الصيام، وهو ما أوضحه الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بقوله "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر". وهذا هو الشق الأول.
أما الشق الثاني ففي حديثه الذي رواه الشيخان أيضا، والذي يقول فيه "تسحروا فإن في السحور بركة".
وحث النبي الكريم على التأخير في السحور في حديثه الذي أخرجه الطبراني عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "ثلاث من أخلاق النبوة: تعجيل الإفطار، وتأخير السحور، ووضع اليمين على الشمال في الصلاة".
الصيام تهذيب لا تعذيب
فالإسلام لا يريد بالصيام أن يعذب الإنسان، وإنما أن يدربه على الصبر بشكل يتحمله؛ لذا فإن الحرص على تعجيل الإفطار وتأخير السحور، وجعل فيهما ثوابا مضاعفا؛ لأنهما يعينان على الصوم بلا تقلصات معدة ولا عضات جوع، وحال اشتداد الأمر يجوز للصائم أن يفطر، بل وفي أحيان أخرى يكون واجبا عليه، ويأثم إذا استمر في الصيام إذا كان الصيام فيه ضرر على الإنسان.
تابع أحدث الأخبار عبر
