معركة غيط القصب
حرب شوارع تنتهي بقتيل في قنا.. معدي بالصدفة

معركة غيط القصب، بين عشية وضحاها، تحولت القرية الهادئة في قنا إلى ساحة حرب، وشهدت كر وفر في زراعات القصب، ما تسبب في سقوط مصابين وقتيل، بعد معارك بالأسلحة النارية بين عائلية.
قبل ساعات من وقوع المعركة الدموية التي شهدت تبادلا لإطلاق النيران بالأسلحة الآلية، كانت الحياة تسير بشكل عادي في شوارع القرية، وخرج الأهالي في الصباح الباكر إلى حقولهم لممارسة أعمالهم الزراعية، تبادلوا التحية في هدوء وسلام، وذهب كل منهم في حال سبيله بحثا عن لقمة العيش.
مرت ساعات اليوم واقترب أذان العصر، بينما كانت هناك مناوشات بسيطة بين بعض الأفراد من عائلتين بينهما نزاعات سابقة، تحولت إلى تلاسن وشد وجذب، وتدخل العقلاء من الجانبين وفرقا الحشود وذهب كل في طريقه، إلا أن النفوس لم تهدأ ونفخ بعض الحضور في النار، وبدأوا في إشعال النفوس والتحريض على الانتقام الذي كان سببا في معركة غيط القصب.
توجه كل طرف لطلب المؤازرة من عائلته، وجهز كل منهم أسلحة نارية استعدادا للهجوم المنتظر، وأمام أحد غيطان القصب بدأت المعركة التي حولت شوارع القرية إلى جحيم، فتح الجميع نيران أسلحته تجاه الآخر، وهرب المارة وأغلق الأهالي البيوت على أنفسهم خوفا من أن تطالهم نار المعركة التي طالت حتى أذان المغرب.
وخلال معركة غيط القصب الطاحنة تصادف مرور "مصطفى" صاحب الـ22 عاما ابن عزبة الألفي، لتستقر رصاصة في جسده أطلقها أحد الأهالي بالخطأ تجاهه، ليسقط غارقا في دماءه وما لبس وفارق الحياة.
في الوقت ذاته ورد إخطار إلى اللواء مصطفى مبروك درة، مدير أمن قنا، من غرفة العمليات بنشوب معركة دامية بين عائلتين بمركز دشنا، وأنباء عن سقوط قتلى ومصابين، لتصدر تعليمات بسرعة التدخل لاحتواء الأمر وضبط المتهمين وتحريز السلاح المستخدم في الواقعة.
وتم الاستعانة بقوات الأمن المركزي التي تحركت نحو القرية وفرضت طوقا أمنيا حولها لمنع دخول وخروج أحد، فيما اقتحمت عربات الأمن الشوارع للفصل بين المتناحرين، وبدت الشوارع خالية من المارة، وكشفت التحريات وقوع مشاجرة بسبب خلافات قبلية بين عائلتين.
وباشرت النيابة التحقيق في معركة غيط القصب، التي أسفرت عن مقتل شخص تصادف مروره، وجرى معاينة الجثة ونقلها إلى مشرحة مستشفى فاو في دشنا تحت تصرف النيابة العامة، لتوقيع الكشف الطبي عليها وتحديد سبب الوفاة، فيما بدأت قوات الشرطة في عمل التحريات اللازمة حول المعركة الطاحنة التي دارت في قرية الألفي وجرى القبض على عدد من المتورطين في الحادث، وتحريز عدد من الأسلحة النارية.