حب ووفاء لآخر لحظة
شقيقتان في جنازة واحدة.. السرطان والحزن وجهان لموتٍ واحدٍ

شقيقتان كلاهما عاشا على الحب وجمعهما الموت، لم تتحمل الأخت الكبرى فراق الشقيقة الصغري وموتها، حزنت عليها وبعد ساعات رحلت عن الدنيا وكأنها أبت أن تعيش دونها، الشقيقة الصغرى، توفيت بآلام المرض وبعدها عاشت أختها في صراع مع الحزن لتلحق بها وتفارق الحياة في مشهد مأساوي أبكى الجميع.
البداية عندما أصيبت الشقيقة الصغرى نصرة، بمرض السرطان ودخلت في رحلة علاج طويلة، كانت رغم الآلام والأوجاع إلا أن تواجد شقيقتها الكبرى التي ظلت بجوارها لتهون عليها مرضها، فهى من كانت تؤنسها وتطبطب عليها وتشعرها بأن تواجدها على ظهر الدنيا لديه معنى، فكانت الأخت الكبرى تداوي همومها طيلة فترة تواجدها في المستشفى، لدرجة أنها ذات مرة نادت عليها وطلبت أن تجلس بجوارها لتوصيها على ابنها الوحيد لشعورها باقتراب أجلها وأن النهاية قد حانت وهنا صدتها ورفضت استكمال حديثها وطلبت منها أن تغلق هذا الموضوع، وبدموع وحزن قالت لها الأخت الكبرى التي كانت دوما تشعرها بأنها أمها وليست أختها، وتقول لها “ليس لنا غير بعض ولن أستطيع العيش بدونك ياحبيبتي".

آلام المرض ولعنة الفراق
الشقيقة نصرة عمرها 47 عاماً، ولديها ابن وحيد اسمه أحمد، ويبلغ من العمر 19 عاماً، وكانت تعاني من سرطان الرحم منذ مدة طويلة، وخضعت لجلسات علاج كيماوي، ومؤخرا تدهورت حالتها الصحية، وتم نقلها إلى المستشفى، وكانت هانم الشقيقة الكبرى تُقسم وقتها ما بين عملها في بيع الفول، وبين رعاية شقيقتها خاصة أنها كانت تعيش بمفردها بعد انفصالها عن زوجها لعدم قدرتها على الإنجاب فعكفت على تربية أشقائها بعد وفاة والديها حيث إن لديها من الأشقاء 3 بنات و3 من ذكور، وهي أكبرهم، وعكفت علي تربيتهم بعد وفاة والدها ووالدتها، وكانت هي الأم والأب، بعد أن سخرت نفسها لرعايتهم، رغم أنها مريضة بالقلب.
في الفترة الأخيرة كانت تقضي معظم الوقت مع أختها المريضة ولدرجة أنها تفرغت ووهبت نفسها لذلك حتى بعد دخولها المستشفى، وكانت تدعو معظم وقتها بأن يشفي شقيقتها نصرة، فهي لا تحتمل صدمات جديدة بعد أن فقدت اثنين من أشقائها الذكور العام الماضي، أحدهما توفى بمرض السرطان، والآخر كانت وفاته طبيعية، إلا أن القدر كان له رأي آخر فاستيقظت على خير مفزع وهو وفاة شقيقتها، متأثرة بإصابتها بسرطان الرحم، ولم يتبق من الأشقاء سوى سيدتين متزوجين، وشاب.
الشقيقة الكبرى تفارق الحياة
شعرت الأخت الكبرى بحزن عميق دفنته في قلبها، حتى إنها أصيبت بحالة إغماء وسقطت مغشياً عليها وفي الوقت الذي كان الأهل منشغلون في إنهاء إجراءات دفن شقيقتها، كان الطبيب الذي وقع الكشف الطبي عليها يبذل قصارى جهده لمحاولة إسعافها لكن بلا جدوى لتفارق هي الأخرى الحياة وتخرج روحها متأثرة بإصابتها بأزمة قلبية حادة لم تتحملها نتيجة الصدمة التي تعرضت لها بعد تلقيها نبأ وفاة شقيقتها، ويقوم الأهالي بتشييع جثماني الشقيقتين، عقب صلاة الظهر، من مسجد الأربعين بمنطقة محلة البرج بالمحلة إلى مثواهما الأخير، وسط حالة من الحزن الشديد وفي مشهد جنائزي مهيب، كما أقيم عزاء كبير، بمنطقة محلة البرج بمدينة المحلة الكبرى حضره أهالي المنطقة.
تابع أحدث الأخبار عبر