علي وأدهم دهستهما سيارة وقضت على حلمهما
جمعهما العلم والموت.. دماء الصديقين على الأسفلت

أدهم وعلي صديقان، ربطتهما علاقة صداقة قوية، في اليوم الأخير اتفقا على اللقاء للذهاب معا إلى الامتحانات العملية، فهما طالبان بالسنة الأولى لهما فى مرحلة التعليم الجامعي، تقابلا واستقلا دراجتهما النارية، دار بينهما حديثا مطولا وقبل دقائق قليلة من وصولهما لكليتهما صدمتهما سيارة نقل، بشارع 25 في منطقة طوسون بمحافظة الإسكندرية، أنهت حياتهما كما قضت على أحلام شابين جملين كلاهما كان يحلم بمستقبل مشرق، لينتقلا من عالم الدنيا إلى الآخرة، وبدلا من استخراج شهادة نجاحهما أخرجت أسرتيهما شهادتا الوفاة، في مأساة أحزنت جميع زملائهما وأقاربهما ومعارفهما.
"من أبلغ الناس بوجوده وجبت له الجنه، رمضان 2023 “ تلك الكلمات البسيطة كانت آخر كلمات، الطالب الضحية، على عمرو، طالب الفرقة الأولى بكلية التربية والرياضية بنين بأبوقير، جامعة الإسكندرية، التي دونها على صفحته الشخصية، على موقع فيسبوك، متمنيًا أن يشهد بلوغ الشهر الكريم رفقة صديق عمره الطالب أدهم سامح سالم موسى، طالب بذات الفرقة الأولى بنفس الكلية، وزامله في الحادث نفسه، إلا أن هذه الأمنية لم يُكتب لها النجاح، ليس هذا فحسب ما كتبه الطالب على، لكنه يبدو أنه كان يشعر باقتراب الأجل، وكتب أيضا على صفحته،” أتمنى من أي شخص تسبب فى مضايقته أو حزنه أن يسامحه وأن يتواصل معه لإرضائه وتصفية أي خلافات.
وقال زملاء الطالبين وأعضاء هيئة التدريس بكلية التربية الرياضية بأبوقير، إن كلا الطالبين يتمتعان بالحيوية والنشاط، فجمعتهما رغبة الإلتحاق بالكلية بعد الحصول على شهادة الثانوية العامة وعقب خوض اختبارات القدرات واعلان نتيجة قبولهما، زاد الطموح لدى كل منهما في الوصول إلى حلمهما، فكان الإلتزام أهم ما يميزهما خلال الفترة الماضية.
رحيل صديقي مشوار العلم والكفاح
ورفع كلا الطالبين الراحلين شعار الكفاح والمثابرة، وأكد زملائهما أن كل من الطالبين الراحلين "أدهم وعلي" كانا حريصين على العمل بجوار الدراسة، وأنهما منذ الصغر اعتادا على العمل فى مهن مختلفة لتساعدهما على الحياة والمعيشة والاعتماد على النفس فنالا إعجاب وثناء المحيطين بهما وكل من تعامل معهما.
وبحسب أصدقاء الطالب "علي" فإنه كان يعمل منذ صغره وامتهن مهن عديدة كان آخرها استغلال دراجته البخارية للعمل عليها، لكنها كانت سببًا فى وفاته رفقة صديقه، إذ أكد صديقه محمد عبدالرحمن، أن صديقه الراحل شاب مكافح منذ صغر سنه، وأنه كان يحب العمل قبل الدراسة، وأنهما عملا سويًا فى عدة مجالات وآخرها ما كان يعمل بإحدى شركات توصيل الطلبات "الدليفري".
دموع وآلام أم في لحظات فراق الضنا الغالى
رددت والدة الطالب أدهم، ودموعها تنهمر من عينها دون شعور وكأنها مياه تدفق من شلال وسط نهر كبير مليء بالآلام والأحزان، لتردد دعوات أن الله استرد وديعته وأنها أحسنت تربيته، وأن ابنها وضناها ولذة كبدها كان قلبها النابض وروحها، موضحة أن نجلها كان بار بأمه وحريص على إسعاد كل من حوله ورحل وترك حزن كبير ليس بيننا فقط وانما بين أصدقائه، مضيفة: "أن أدهم رحل وأخذ الفرحة معاه لكنى اُشهد الله أننى ربيته وعلمته كما أمرنا الله وأتمنى من الله أن يلهمنى الصبر ولن أنساه حتى ألقاه في الجنة".
بلاغ وتحقيق وتصريح بالدفن
يذكر أن اللواء خالد البروي، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الإسكندرية، كان قد تلقى إخطارًا من مأمور قسم شرطة المنتزه ثان، يفيد بوقوع حادث مروري بشارع 25 بمنطقة طوسون ووفاة طالبين بعد أن صدمتهما سيارة نقل تحمل الدقيق، وانتقل ضباط وقوات قسم شرطة المنتزه ثان، رفقة سيارتين إسعاف ورجال المرور إلى موقع الحادث، وبإجراء الفحص تبين صحة البلاغ ووفاة كل من الطالب على عمرو، وصديقه الطالب أدهم سامح، طالبين بالفرقة الأولى بكلية التربية والرياضية بنين بأبوقير، جامعة الإسكندرية، اذ صدمتهما سيارة نقل تحمل الدقيق أثناء استقلال كلا الطالبين دراجة بخارية بمنطقة طوسون.
وألقى رجال الأمن القبض على السائق، وتم تحرير محضر بالواقعة وتم إخطار النيابة العامة التي تولت التحقيق والتي أمرت بالتصريح بدفن المتوفيين بعد طلب تقرير الطب الشرعي وطلب تقرير تحريات المباحث وسماع شهود عيان الواقعة.
تابع أحدث الأخبار عبر