ذكرى ميلاد محمد عبد العاطي «صائد الدبابات» أحد أبطال حرب أكتوبر
تحل علينا اليوم ذكرى ميلاد الرقيب أول محمد عبد العاطي عطية شرف أحد أبطال حرب أكتوبر المجيد، والملقب بـ "صائد الدبابات، بعدما تمكن من إسقاط وتدمير 23 دبابة إسرائيلية بمفردة في ملحمة حرب أكتوبر 73، وحصل الرقيب محمد عبد العاطي على وسام "نجمة سيناء" تقديرًا له على دورة الفعال في نصر أكتوبر، ليدون اسمه ضمن أبطال ورجال الجيش المصري، وفي ذكرى ميلاده نتعرف على مرحل حياته ودوره الراهن في حرب أكتوبر 73.
مراحل حياة الرقيب محمد عبد العاطي
في مثل ذلك اليوم 15 ديسمبر عام 1950 ولد البطل المصري محمد عبد العاطي بإحدى القرى محافظة الشرقية، والذي كان يتميز بجرأة واضحة ونظرة ثابتة ملأها الأمل منذ صغره، تفوق محمد عبد العاطي في مسيرته الدراسية، فبعد حصوله على شهادة الثانوية التحق بكلية الزراعة عام 1961، ولما تخرج منها عمل مهندسا زراعيًا في منيا القمح، ثم تقدم إلى منطقة التجنيد لأداء ضريبة الدم للوطن، والتحق بالقوات المسلحة 15 نوفمبر 1969، ووصفت الصحف المصرية الرقيب محمد عبد العاطي بأنه كان قوي البنية ومفتول العضلات، وحالفه القدر بأن يتجند في وقت كانت تقوم البلاد فيه بالتعبئة الشاملة استعدادًا للدخول في معركة التحرير لتمحو نكسة عام 1967، وانضم في البداية لسلاح الصاعقة بالجيش ثم انتقل إلى سلاح المدفعية، ليبدأ مرحلة جديدة في حياته.
محمد عبد المعطي في سلاح المدفعية
بعد اجتياز البطل المصري الاختبارات في الجيش تم توزيعه على سلاح المدفعية وواصل على التدريب في سلاح المدفعية والذي كان نقط تحول في حياته العسكرية، وتميز عبد العاطي في هذه الفترة بأخلاقه وثقافته وتمسكه بالتقاليد العسكرية والانضباط التام، حتى وتم ترشيحه ضمن فئة من أفضل الجنود لتدريبهم على الصواريخ المضادة للدبابات، وكان عبد العاطي يحرص على تنفيذ خطوات التدريب بشكل سليم ليتم تعينه بعد ذلك مع مجموعة الموجهين عندما أصاب الهدف من أول صاروخ في اختبارات الرماية بالذخيرة الحية، وحاز محمد عبد المعطي على لقب أحسن رامي في مسابقة للجيش الثاني.
دور الرقيب محمد عبد المعطي في حرب أكتوبر
في صباح اليوم الأول من حرب أكتوبر الموافق السادس من أكتوبر عام 1973، صدر أمر القتال لفصيلة البطل عبد العاطي محددًا بها مهمتهم، حيث جاء يوم العبور وكان الجميع على أتم الاستعداد وقد أعد كل فرد مهمته، وبدأ الجيش المصري يتقدم على مقربة من القناة بحوالي 100 متر، وبعد الضربة الجوية القاتلة بدأت أرض المعركة تشتعل بشكل لم يصدق حتى أن الجنود المصريين قد عبروا الضفة الشرقية للقناة.
وكان محمد عبد العاطي هو أول فرد مجموعته في تسلق الساتر الترابي "خط بارليف"، وفي اليوم الثاني من الحرب بدأ الطيران الإسرائيلي الهجوم منذ الخامسة صباحًا، ولكن استطاع الأبطال منعهم من فتح أي ثغرة، وفي يوم 8 أكتوبر رغم هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الجيش، أطلق عبد العاطي أول صاروخ وتحكم فيه بدقة شديدة حتى لا يصطدم بالجبل، ونجح في إصابة الدبابة الأولى.
وتابع عبد العاطي الإصابة حتى وصل رصيده إلى 13 دبابة في نصف ساعة، ومع تلك الخسائر الفادحة قررت القوات الإسرائيلية الانسحاب واحتلت القوات المصرية قمة الجبل، وبعدها اختاره العميد عادل يسري ضمن أفراد مركز قيادته في الميدان، وفي اليوم الرابع من المعركة فوجئ بقوة إسرائيلية مدرعة جاءت لمهاجمتهم على الطريق الأسفلتي الأوسط ، وكانت تتكون من مجنزرة وعربة جيب وأربع دبابات، وعندها أطلق عبد المعاطي الصاروخ الأول علي المجنزرة فدمرها بمن فيها، وحاولت الدبابة أن تبتعد عن الطريق، فصوب إليها عبد العاطي صاروخًا سريعًا فدمرها هي الأخرى، وفي هذه اللحظة تقدمت السيارة الجيب إلى الأمام ، وبدأت الدبابات في الانتشار.
فقام عبد العاطي باصطيادها واحدة تلو الأخرى حتى بلغ رصيد عبد العاطي في هذا اليوم 17 دباب وعربة مجنزرة عربة جيب، ولم ينتهي رصيد البطل محمد عبد المعطي عند ذلك الحد، ففي اليوم الخامس فوجئ مركز القيادة باستغاثة من قائد الكتيبة 34 ، بعد أن هاجمتها ثلاث دبابات إسرائيلية، وتمكنت من اختراق تلك الكتيبة، وكان عبد العاطي قد اعتاد على وضع مجموعة من الصواريخ المستعدة للضرب بجواره، وقام بتوجيه ثلاثة صواريخ فدمرهم جميعًا، واستطاع اصطياد إحدى الدبابات التي حاولت التسلل إليهم يوم 15 أكتوبر، وفي يوم 18 أكتوبر دمر عبد العاطي دبابتين وعربة مجنزرة ليصبح رصيده 23 دبابة و3 مجنزرات.
وفاة الرقيب محمد عبد العاطي
وفي يوم 9 ديسمبر 2001 الموافق 24 رمضان 1422 هجرية فقد جمهورية مصر العربية "صايد الدبابات" محمد عبد العاطي والذي يعد واحد من أبطال الجيش المصري وحرب أكتوبر، بعد أن وافته المنية في صباح اليوم 9 ديسمبر بأحدي المستشفيات عن عمر يناهز 51 عامًا.
تابع أحدث الأخبار عبر
