قبل ما تتورط .. تعرف على الجرائم المخلة بالشرف
الجرائم المخلة بالشرف هي جرائم ترتكز على مفهوم "الشرف" كقيمة اجتماعية أو دينية. وهي جرائم تُرتكب من قبل أفراد الأسرة أو المجتمع ضد أحد أفراد الأسرة أو المجتمع، وذلك لحماية "الشرف" أو "الغسل" منه. في هذا الموضوع سوف نتناول الجرائم المخلة بالشرف في القانون.
ما هي الجرائم المخلة بالشرف؟
تختلف الجرائم المخلة بالشرف باختلاف المجتمعات والثقافات. ففي بعض المجتمعات، قد تشمل الجرائم المخلة بالشرف الزنا أو الخيانة الزوجية أو العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج أو الزواج من غير المسلم. وفي مجتمعات أخرى، قد تشمل الجرائم المخلة بالشرف ارتداء الملابس غير المحتشمة أو الخروج من المنزل دون إذن أحد الوالدين أو الزواج من شخص من طبقة اجتماعية أقل. وفي مصر، تعتبر الجرائم المخلة بالشرف من الجرائم الخطيرة التي تُعاقب عليها القوانين المصرية. وتشمل هذه الجرائم الأنواع التالية:
- الزنا: يعتبر الزنا من الجرائم المخلة بالشرف، والزنا في القانون المصري جريمة يعاقب عليها بالحبس لمدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تزيد على سبع سنوات. ويُعفى الزوج من العقوبة إذا فاجأ زوجته في حالة تلبس بالزنا مع شخص آخر وقتلها فورًا.
- القتل بدافع الشرف: يعتبر القتل بدافع الشرف جريمة يعاقب عليها بالحبس لمدة لا تقل عن خمس سنوات ولا تزيد على سبع سنوات. ويُعفى من العقوبة الزوج الذي يقتل زوجته إذا فاجأها في حالة تلبس بالزنا مع شخص آخر وقتلها فورًا.
رغم وجود عقوبات قانونية على الجرائم المخلة بالشرف، إلا أن هذه الجرائم لا تزال منتشرة في مصر. ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، منها: انتشار المفاهيم التقليدية عن الشرف: ففي كثير من المجتمعات المصرية، لا يزال مفهوم الشرف يُنظر إليه على أنه قيمة ذكورية، وأن المرأة هي المسؤولة عن حماية شرف الأسرة، ضعف تطبيق القوانين: ففي كثير من الحالات، لا يتم تطبيق القوانين التي تجرم الجرائم المخلة بالشرف بشكل صارم، عدم وجود برامج توعية كافية: فهناك حاجة إلى برامج توعية كافية لتغيير المفاهيم التقليدية عن الشرف وتعزيز المساواة بين الجنسين.
كما يوجد العديد من الجهود التي تبذلها الجمعيات الحقوقية والمنظمات النسائية في مصر للتصدي لـ الجرائم المخلة بالشرف، ومنها: التعريف بالقوانين التي تجرم هذه الجرائم: وذلك من خلال الحملات التوعوية والندوات والمحاضرات، تقديم الدعم القانوني والنفسي للضحايا: وذلك من خلال توفير المحامين والمساعدات الاجتماعية، الدعوة إلى تغيير القوانين التي تجرم الجرائم المخلة بالشرف: وذلك من أجل إلغاء المادة التي تعفي الزوج من العقوبة إذا قتل زوجته بدافع الشرف. وهذه الجهود تهدف إلى القضاء على الجرائم المخلة بالشرف وحماية حقوق المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين.
هل إيصال الأمانة من الجرائم المخلة بالشرف
إيصال الأمانة ليس من الجرائم المخلة بالشرف، لأن الجرائم المخلة بالشرف هي جرائم ترتكز على مفهوم "الشرف" كقيمة اجتماعية أو دينية. وهي جرائم تُرتكب من قبل أفراد الأسرة أو المجتمع ضد أحد أفراد الأسرة أو المجتمع، وذلك لحماية "الشرف" أو "الغسل" منه. أما إيصال الأمانة فهو تصرف قانوني يُبرم بين شخصين، أحدهما يُسمى "المودع"، وهو الشخص الذي يسلم المال أو البضائع إلى الآخر، والآخر يُسمى "المودع لديه"، وهو الشخص الذي يتعهد بحفظ المال أو البضائع وتسليمها إلى المودع عند الطلب.
وجريمة خيانة الأمانة التي تُرتكب من قبل المودع لديه، هي جريمة مدنية تُعاقب عليها بالغرامة أو الحبس، ولا تُعتبر من الجرائم المخلة بالشرف. ولذلك، فإن إيصال الأمانة ليس من الجرائم المخلة بالشرف، لأن الجريمة المخلة بالشرف هي جريمة تُرتكب ضد شخص أو أشخاص بسبب مفهوم "الشرف"، بينما إيصال الأمانة هو جريمة تُرتكب ضد أموال أو بضائع. ولكن، قد يُنظر إلى إيصال الأمانة على أنه جريمة مخلة بالشرف في بعض الحالات، إذا تم استخدامه كأداة للابتزاز أو التهديد. ففي هذه الحالة، فإن استخدام إيصال الأمانة يُعتبر جريمة أخلاقية تُخل بالشرف.
هل التزوير من الجرائم المخلة بالشرف؟
التزوير من الجرائم المخلة بالشرف في بعض الحالات، لأن الجرائم المخلة بالشرف هي جرائم ترتكز على مفهوم "الشرف" كقيمة اجتماعية أو دينية. وهي جرائم تُرتكب من قبل أفراد الأسرة أو المجتمع ضد أحد أفراد الأسرة أو المجتمع، وذلك لحماية "الشرف" أو "الغسل" منه. أما التزوير فهو تغيير الحقيقة في محرر رسمي أو جعله غير صحيح، بقصد استعماله فيما زور من أجله. وجريمة التزوير قد تُعتبر مخلة بالشرف إذا ارتكبت بهدف تحقيق منفعة شخصية أو الإضرار بشخص آخر. ففي هذه الحالة، فإن التزوير يُعتبر جريمة أخلاقية تُخل بالشرف. ومثال على ذلك، إذا قام شخص بتزوير شهادة ميلاد أو شهادة زواج بهدف الحصول على وظيفة أو التهرب من التجنيد، فإن هذه الجريمة تُعتبر مخلة بالشرف. ومثال آخر، إذا قام شخص بتزوير عقد ملكية أو عقد بيع بهدف النصب على شخص آخر، فإن هذه الجريمة أيضًا تُعتبر مخلة بالشرف.
لكن، لا تُعتبر جميع جرائم التزوير من الجرائم المخلة بالشرف. فمثلًا، إذا قام شخص بتزوير وثيقة رسمية لمساعدة شخص آخر في الحصول على حقوقه، فإن هذه الجريمة لا تُعتبر مخلة بالشرف. ولذلك، فإن تحديد ما إذا كانت جريمة التزوير مخلة بالشرف أم لا يعتمد على الظروف التي ارتكبت فيها الجريمة والقصد من ارتكابها.
أثر الجرائم المخلة بالشرف في القانون المصري
لا يوجد في القانون المصري تعريف لجرائم الشرف، ولكن يُقصد بها عمومًا الجرائم التي ترتكب ضد أخلاقيات المجتمع أو تقاليده، والتي قد تؤدي إلى تشويه سمعة أو إهانة الضحية أو عائلته. وتشمل هذه الجرائم الزنا، واللواط، والفعل الفاضح، والتحريض على الفسق، والسب والقذف، ونشر الصور أو الفيديوهات المخلة بالآداب العامة. وقد نص قانون العقوبات المصري على عقوبات رادعة لهذه الجرائم، فعقوبة الزنا هي الحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات، وعقوبة اللواط هي السجن من ثلاث إلى سبع سنوات، وعقوبة الفعل الفاضح هي الحبس من شهر إلى سنة، وعقوبة التحريض على الفسق هي الحبس من شهر إلى سنة، وعقوبة السب والقذف هي الحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات، وعقوبة نشر الصور أو الفيديوهات المخلة بالآداب العامة هي الحبس من شهر إلى سنة.
لكن هناك بعض الاختلافات في العقوبات بين الرجل والمرأة، فمثلاً، عقوبة الزنا للمرأة هي الحبس من سنة إلى ثلاث سنوات، بينما عقوبة الزنا للرجل هي الحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات. كما أن عقوبة السب والقذف للمرأة هي الحبس من شهر إلى سنة، بينما عقوبة السب والقذف للرجل هي الحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات. وأثر الجرائم المخلة بالشرف في القانون المصري كبير، حيث يمكن أن تؤدي إلى إلحاق الضرر بالضحية أو عائلته، سواء كان ذلك على المستوى الاجتماعي أو النفسي أو الاقتصادي. كما يمكن أن تؤدي إلى تشويه سمعة الضحية أو عائلته، مما قد يؤثر على حياتهم اليومية.
يوجد بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لمكافحة الجرائم المخلة بالشرف، منها: نشر الوعي بمخاطر هذه الجرائم وآثارها السلبية على المجتمع، تعزيز دور الأسرة والمجتمع في تربية الأطفال على قيم الاحترام والأخلاق، تغليظ العقوبات على مرتكبي هذه الجرائم. وفيما يلي بعض الأمثلة على الجرائم المخلة بالشرف في القانون المصري:
- جريمة الزنا: وهي جريمة تقع بين رجل وامرأة غير متزوجين، سواء كان ذلك بالرضا أو بالإكراه.
- جريمة اللواط: وهي جريمة تقع بين رجلين.
- جريمة الفعل الفاضح: وهي جريمة تقع في مكان عام أو في مكان يمكن أن يرى فيه الناس.
- جريمة التحريض على الفسق: وهي جريمة تقع عن طريق القول أو الكتابة أو الفعل أو التصوير أو النشر.
- جريمة السب والقذف: وهي جريمة تقع عن طريق إسناد صفة عيب أو عار أو تحقير إلى شخص آخر.
- جريمة نشر الصور أو الفيديوهات المخلة بالآداب العامة: وهي جريمة تقع عن طريق نشر أو توزيع صور أو فيديوهات مخلة بالآداب العامة.
هل السرقة مخلة بالشرف؟
الإجابة على هذا السؤال تعتمد على التعريف الذي يتم اتخاذه للشرف. إذا تم تعريف الشرف على أنه مجموعة من القيم والأخلاق التي يحترمها المجتمع، فإن السرقة يمكن اعتبارها مخلة بالشرف، لأنها تتناقض مع قيمة الأمانة. فالسرقة هي أخذ شيء مملوك لشخص آخر دون إذنه، وهي تدل على ضعف الأخلاق وانحراف الطبع. وقد ذهبت محكمة النقض المصرية في حكمها الصادر بالطعن رقم 10214 لسنة 79 قضائية الصادر بجلسة 2021/02/16 إلى أن جريمة السرقة في حد ذاتها سواء كانت جناية أو جنحة هي من الجرائم التي يتحقق بها سوء النية والإخلال بالشرف والأمانة؛ لأنها ترجع إلى ضعف في الخلق وانحراف في الطبع بغض النظر عن الدافع إليها وظروف وملابسات ارتكابها. ولذلك، فإن السرقة قد تؤدي إلى تشويه سمعة مرتكبها، وقد تحرم عليه بعض الحقوق، مثل حق التعيين في الوظائف العامة. ومع ذلك، فإن هناك بعض العوامل التي قد تؤثر على اعتبار السرقة مخلة بالشرف، مثل ظروف ارتكاب الجريمة، وشخصية مرتكبها، ومدى تأثير الجريمة على المجتمع. فعلى سبيل المثال، إذا ارتكبت السرقة من شخص فقير أو محتاج، فقد لا ينظر إليها المجتمع نظرة سلبية، كما أن السرقة التي لا تؤثر بشكل كبير على المجتمع قد لا تعتبر مخلة بالشرف.
