مشروع التجلي الأعظم و22 تجمعًا تنمويًا.. كيف أعادت مصر الحياة إلى أرض الفيروز؟
سعت الدولة من خلال المبادرات الرئاسية كـ "حياة كريمة"، على إنجاز ملف التنمية الشاملة ورؤية مصر 2023، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتدخل سيناء ضمن خارطة طريق وضعت منذ 2015، في وضع رؤيا متكاملة لتطوير مشروعات المياه والزراعة، وتم تخصيص 10 مليارات جنيه لتنمية سيناء، كما زادت قيمة الاستثمارات العامة للمشروعات 15 ضعفا.
تبنت الدولة خلال السنوات الأخيرة رؤية متكاملة ومتعددة الأبعاد لتنمية شبه جزيرة سيناء باعتبارها قضية أمن قومي لا مجال للتهاون فيها، إذ تسارعت وتواصلت الجهود لإعادة صياغة شكل وملامح وأوجه الحياة على أرض الفيروز من خلال الاستفادة من كافة المقومات التي تتمتع بها واستغلالها بالشكل الأمثل، وتحسين البنية التحتية وتنفيذ العديد من المشروعات التنموية والعمرانية والخدمية والاستثمارية غير المسبوقة والعملاقة في المجالات كافة.
وكان الحرص على جعل سيناء امتدادًا طبيعيًا لوادي النيل، أمرًا أساسيًا؛ عبر ربطها بمدن القناة والدلتا، بما يحقق هدف تعميرها بعد تأمينها والقضاء على بؤر الإرهاب، وتوفير كل سبل العيش الكريم لأهلها وسكانها، وجعلها أرضاً جاذبة للسكان والمستثمرين في ذات الوقت، لتنجح الدولة في المزج بين معادلة الأمن والتنمية وترجمتها بشكل عملي على أرض الواقع.
مشروعات عملاقة للتنمية والتعمير الممتدة في عمق سيناء
وفي تقرير لمجلس الوزراء أشار إلى المشروعات العملاقة للتنمية والتعمير الممتدة في عمق سيناء التي تظل في قلب الجمهورية الجديدة، إذ تم وجار تنفيذ استثمارات لتنمية شبه جزيرة سيناء بأكثر من 700 مليار جنيه خلال 8 سنوات، وبلغ إجمالي الاستثمارات العامة التي تم وجار ضخها لتنفيذ مشروعات قومية بسيناء ومدن القناة نحو 358.1 مليار جنيه، وذلك في الفترة من عام 2013/2014 حتى عام 2022/2023.
وأشار التقرير إلى أنه تم افتتاح 3 مراكز لخدمة المستثمرين بتكلفة 215.5 مليون جنيه لخدمة أكثر من 8800 شركة، فيما تتمتع سيناء ومدن القناة بـ 339 فرصة استثمارية على الخريطة الاستثمارية، بالإضافة إلى 143 فرصة صناعية.
وذكر التقرير أنه تم إنشاء الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس بموجب قرار أصدره السيد الرئيس في أغسطس 2015، مشيراً إلى وصول إجمالي تكلفة البنية التحتية والاستثمارية بالمنطقة إلى نحو 18 مليار دولار، حيث تضم 4 مناطق صناعية و6 موانئ، ويعمل بها 250 منشأة صناعية وخدمية، وتوفر 100 ألف فرصة عمل مباشرة.
727 مليون جنيه تكلفة مصنع إنتاج الرخام والجرانيت برأس سدر
واستعرض التقرير أهم المشروعات الصناعية، موضحاً أن تكلفة مصنع إنتاج الرخام والجرانيت برأس سدر بلغت 727 مليون جنيه، بينما بلغت تكلفة مجمع الصناعات الصغيرة بجنوب الرسوة بمحافظة بورسعيد 403 ملايين جنيه ويضم 118 وحدة صناعية، في حين تبلغ الطاقة الإنتاجية المستهدفة كمرحلة أولى لمشروع مجمع شرق بورسعيد لصناعة السيارات 75 ألف سيارة سنوياً.
يأتي ذلك فيما بلغت تكلفة إنشاء المجمع الصناعي للرخام بمنطقة "الجفجافة" بوسط سيناء 805 ملايين جنيه، وذلك بطاقة 3 ملايين م2 سنوياً، كما بلغت الطاقة الإنتاجية لمصنع أسمنت العريش 7 ملايين طن سنوياً، بينما تبلغ تكلفة المجمع الصناعي الحرفي بالعريش 50 مليون جنيه، في حين تبلغ استثمارات مشروع الشركة الوطنية المصرية لصناعات السكك الحديدية (نيرك) بشرق بورسعيد نحو 240 مليون دولار.
وفي إطار المشروعات السكنية بالتجمعات التنموية الجديدة هدفت الدولة إلى تعمير المناطق الواعدة بوسط وشمال وجنوب سيناء، وزيادة المساحات المعمورة بسيناء، واستصلاح وزراعة الأحوزة التنموية لهذه القرى، وتوفير فرص عمل للشباب، وجذب أبناء سيناء وشباب محافظات الدلتا للعمل والسكن فى هذه القرى.
إنشاء تجمعات سكنية بـ22 تجمعا تنمويا جديدا بسيناء
كذلك إنشاء تجمعات سكنية بـ22 تجمعا تنمويا جديدا بسيناء بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة (15 تجمعا بمحافظة شمال سيناء – 7 تجمعات بمحافظة جنوب سيناء – 4 قري صيادين بمنطقة إغزيوان – الامتداد المستقبلي لعدد 17 تجمعا) بإجمالي 2330 بيتا بدويا، وتم الانتهاء من تنفيذ 22 تجمعا بإجمالي 1380 منزلا على الطراز البدوى بمساحة 175 م2 للمنزل إضافة للمبانى الخدمية اللازمة بكل تجمع (ديوان – مسجد – مدرسة تعليم أساسى – وحدة صحية – ساحة رياضية – مجمع محال) وتوصيل شبكات المرافق لها، وجار تنفيذ المرحلة الثانية بعدد 17 تجمعا تنمويا لزيادة عدد البيوت البدوية بإنشاء 950 بيتا بدويا إضافيا لزيادة عدد الأسر المستفيدة من المشروع، بالإضافة إلى أكثر من 17 ألف وحدة سكنية تم وجار تنفيذها (إسكان بدوى – إسكان اجتماعى – بديل للعشوائيات والأولى بالرعاية)، بجانب مشروعات المرافق والخدمات، لتوفير البنية الأساسية والمرافق للمناطق الصناعية الجديدة المطلوبة لبناء وتشغيل المصانع، وتوصيل المرافق للتجمعات والقرى القائمة وإنشاء المبانى الخدمية بما يساهم فى تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، ومشروعات توصيل التيار الكهربائى وإنارة القرى والتجمعات البدوية.
إضافة إلى مشروعات تطوير موقع التجلي الأعظم، فوق أرض السلام بمدينة سانت كاترين، وتشمل تنفيذ 14 مشروعاً، (إنشاء مركز الزوار الجديد - إنشاء ساحة السلام - إنشاء النزل البيئي الجديد "الامتداد" - إنشاء الفندق الجبلي - تطوير النزل البيئي - إنشاء المجمع الإداري الجديد - إنشاء المنطقة السكنية الجديدة بالزيتونة - تطوير المنطقة السياحية - تطوير وادي الدير - مشروع درء أخطار السيول - إنشاء شبكة الطرق والمرافق وتنفيذ أعمال تنسيق الموقع بمسار المشاة الرئيسي بوادي الأربعين - تطوير منطقة إسكان المجتمع المحلي - تطوير مركز البلدة التراثية - إنشاء المنطقة السياحية الجديدة بالإسباعية)، ويتولى الجهاز المركزى للتعمير تنفيذها، بتمويل من هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.
