عبور جديد.. سيناء تطوى صفحة الإرهاب بلا رجعة

نجحت سياسة الدولة في القضاء على أخطر بؤرة للإرهاب في مصر، وهي سيناء، التي تتميز بطبيعة جغرافية بالغة التعقيد، واستخدمت أقوى سلاح لمحاربة الإرهاب، وهو سلاح التعمير والبناء؛ لتعود لمسماها التاريخي "أرض الفيروز"، وتطوى صفحة الإرهاب بلا رجعة، بعد أن تم اجتثاثه من جذوره بأيدي ودماء الشهداء والمصابين من أبناء مصر الأبرار؛ لتأتي مرحلة العمران، التي تمثل محوا نهائيا لهذا الإرهاب الأسود.
تحول سيناء من مركز للإرهاب معزول إلى محور للتنمية
انطلقت رحلة إعمار شبه جزيرة سيناء؛ لتتحول من مركز للإرهاب معزول إلى محور التنمية الرابط بين شرقها وغربها وبين دول العالم، وتستعيد مكانتها الحضارية والسياحية والتنموية، حيث تم ربطها بوادي النيل ودلتاه وبالعالم؛ لتسهيل حركة التنقل للبضائع والأفراد وبناء فرص واعدة للاستثمار.
القضاء على البطالة والأمية
لا تتعدى نسبة سكان سيناء نسبة 1% من إجمالي سكان الجمهورية، إذ يبلغ عددهم 610 ألف نسمة وفقا لآخر إحصاء في عام 2022، منهم 496 ألفا في شمال سيناء، و114 ألفا في جنوبها، ويتميز سكان سيناء بأن غالبيتهم في سن العمل، فحوالي %46% من السكان بالفئة العمرية 15-44 وفقًا لتعداد 2017، تليهم الفئة العمرية (1455) والتي تقدر بحوالي 25% من إجمالي سكان المنطقة، وهو ما يؤكد على ضرورة توفير فرص عمل متنامية ومستدامة تستوعب السكان الحاليين والزيادة المحتملة في أعداد السكان، خاصة أن معدلات البطالة بمحافظة جنوب سيناء بلغت 27.5% عام 2020، منهم 14.4% بمحافظة شمال سيناء وغالبيتها من الذكور، كما أن نسبة الأمية فيها وصلت إلى 58%.
اقتلاع الإرهاب من جذوره.

القضاء على أسباب الإرهاب ومحاربته بالإعمار ومحو الأمية
وكان تعامل الدولة مع مشكلة الإرهاب بمنع أسبابه، حيث إن البطالة والأمية من أهم أسبابه؛ لذا كان التركيز على إعمارها والتركيز على محو الأمية لقطع دوافع الانحراف في تيار الإرهاب، وفي ذات الوقت مسايرة فلسفة الجمهورية الجديدة ورؤية مصر 2030، التي شملت كل شبر في أرض مصر المحروسة.
العبور الجديد بسيناء نحو المستقبل
ما تحقق على أرض سيناء لم يكن بين يوم وليلة، كما أنه لم يكن في ظروف متاحة، أو حتى عادية، بل قضت الدولة عشر سنوات لتعميرها وسط حروب طويلة ضد الإرهاب، أريقت فيها الكثير من دماء أبناء الوطن، ورغم ذلك خاضت الدولة حرب الإرهاب والتعمير تحت شعار "يد تبني ويد تحارب"، حتى كان العبور الجديد بسيناء إلى المستقبل.
تكمن أهمية تعمير سيناء في كونها خط الدفاع الأول؛ لذا فإن تجاهلها الذي استمر لعشرات السنين وافتقادها للبنية التحتية أكبر خطر على أمن مصر القومي، وهو ما سعت الجمهورية الجديدة لتحقيقه.