بنت بـ 100 راجل.. "شهد" فتاة أجبرتها الظروف لـ «سواقة توكتوك» فماتت دهسًا بالدقهلية
لم تستلم شهد عوض عبدالخالق الطالبة بالمدرسة الثانوية التجارية لمرض والدها كثيرًا، لم تنعي حظها بعدم توفير نفقاتها كباقي بنات جيلها، وراحت تفكر في وسيلة تغنيها وأسرتها عن الحاجة، قررت العمل على توك توك لمساعدة أسرتها في تدبير نفقات المعيشة الصعبة، حتى راحت شهيدة للقمة العيش.
ليلة الأمس، وأثناء قيادتها توك توك، الذي تعمل عليه، صدمها جرار زراعي، ودهسها أسفله وهي بداخله، لتصارع الموت، بعد فشل محاولات إسعافها، حتى تم نقل جثمانها إلى مستشفى السنبلاوين، لحين صدور قرار من النيابة العامة.
قرية كفر سعد تتشح بالسواد لفراق «شهد»
اتشحت شوارع قرية كفر سعد التابعة لمركز السنبلاوين في الدقهلية، بالسواد حزنًا على مصرع «شهد» صاحبة الـ 15عامًا، بعد دهسها أسفل جرار زراعي، أثناء عملها سائقة توك توك.
أهالي القرية شهدوا للمجني عليها «شهد» بحسن سلوكها، وتحملها لصعوبة الحياة، وقرروا أنها بـ 100 راجل من «شباب اليومين دول»، فلم تبكي بعد مرض والدها بمرض مزمن يمنعه من الخروج للعمل، وقررت بنفسها أن تواجه مصير أسرتها وتتحمل نفقاتهم، حتى لا تمد يداها إلى أحد.
تلقت الأجهزة الأمنية بالدقهلية بلاغًا بوقوع حادث اصطدام جرار زراعي بتوك توك تقوده فتاة قاصر على طريق «الحجايزة» الواصل بين مركزي السنبلاوين وتمي الأمديد.
تبين من التحريات الأولية أن المتوفية "شهد عوض عبد الخالق"، 15 سنة، طالبة بالمدرسة الثانوية التجارية، وتقيم بقرية كفر سعد بمركز السنبلاوين، وأضافت التحريات أنه وفي أثناء سير الفتاة بتوك توك تعمل عليه، على طريق الحجايزة، تصادف مرور جرار زراعي ودهس التوك توك دون قصد منه مما تسبب في مصرعها في الحال.
نقل شهيدة لقمة العيش إلى المشرحة
نقلت سيارة إسعاف جثمان الضحية إلى مستشفى السنبلاوين، وتمكنت قوة أمنية من مباحث السنبلاوين من ضبط السائق والتحفظ على الجرار والتوك توك، وتولت النيابة العامة التحقيق.
عبد الرحمن عفت، من أهالي قرية كفر سعد، قال إن الطالبة المتوفية "شهد"، كانت تعمل على التوك توك، بعد مرض والدها، من أجل توفير نفقات أسرتها، موضحًا أن الجميع يشهد بحسن خلقها وطيبتها وابتسامتها، وأنها كانت تتعامل بحسن خلق مع الجميع.
أهالي قرية كفر سعد ينعون ضحية الجرار الزراعي
"كانت بـ100 راجل ولما تلاقيك واقف على الطريق، تقف تشوفك عاوز حاجة وحاجات كتير حلوة طبعًا بس هي راحت لمكان أحسن بكتير من الدنيا واللي فيها»، يقول ابن قرية كفر سعد، طالبا لـ شهد، الجنة والنعيم في الفردوس الأعلى.
واختتم جار المتوفية حديثه موضحا أن الجميع في حالة حزن على الطالبة الضحية، التي قررت أن تواجه الحياة بمفردها في ظل غلاء المعيشة، «ممكن تشوف ده في صبرها واجتهادها وحبها لأبوها وأمها»، وطالب بتكريم المتوفية بإطلاق اسمها على أحد مدارس القرية، باعتبارها شهيدة لقمة العيش.
تابع أحدث الأخبار عبر
