هل طعنت في كرامته ؟.. أستاذ البحوث الجنائية يحلل جريمة الهرم

استيقظ أهالي منطقة كفر غطاطي بالهرم، صبيحة اليوم الثلاثاء، على جريمة كبرى، نفذها الأب بحق زوجته وأطفاله الخمس، إذ أقدم على ذبح زوجته وإحدى بناته، بينما يرقد باقي بناته الأربع في حالة خطرة بين الحياة والموت، نتيجة تسديد طعنات قاتلة لهم، في حادث مأساوي بشع.
اقرأ- فيديو | كواليس ليلة الدم والرعب في منزل كفر غطاطي.. «عبد المولى قتل مراته وعياله»؟

أستاذ كشف الجريمة بالبحوث الجنائية يحلل «جريمة الهرم»
قال الدكتور فتحي قناوي، أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، إنه ينبغي في بداية الأمر أن نعلم أن لكل لحظة ووقت له تفاعل لدى الإنسان سواء كان طبيعيا أو غير طبيعيا، فتختلف حالته حسب الموقف الذي تواجد فيه وهو ما يسمى بالثبات الانفعالي للشخص أو الثبات النفسي للأفراد.
غضب شديد وتعاطي مخدرات
أضاف قناوي في تصريحات خاصة موضحًا أنه ليس بمقدور كل فرد أن يتحكم في نفسه، أو يستطيع أن يتواصل مع الأمور التي تقع أمامه، فكل فرد له حدود وتكيف وأسلوب معين، بجانب وجود التأثيرات الخارجية، سواء كانت «غضب شديد، أو تعاطي مخدرات أو ألم أو مشكلات مستمرة»، فكل هذا يغير من طبيعة الإنسان.

د. فتحي قناوي- أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية
آفة الزمان
«الإنسان الطبيعي يتغير حسب الموقف الذي يتعرض له»، يقول أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، مشيرًا إلى أنه حال وجود مواقف أخرى مما ذكرها يكون لها تأثيرات أخرى، وفي بعض الأحيان يصل الإنسان للتخلص من حياته، لأنه ليس لديه الإيمان الكافي والقرب من الله، وهو ما يصفه الدكتور فتحي قناوي بأنه «آفة الزمان».
تابع «قناوي» مشيرا في حديثه إلى أننا جميعا بحاجة للتقرب من الله، وهو أقرب إلينا من "حبل الوريد"، فلماذا نبعد عن الله بأشياء ليست أساسية؟، شارحًا: «مشغولات الحياة لا تعطينا الحياة أو الممات والراحة النفسية نجدها في القرب من الله»، وذلك حتى نقلل من العنف لدى النفس البشرية.

دافع الجريمة
وردًا على سؤال «الحادثة»، حول تأثير كثيرة عدد أطفاله مثلا على ارتكاب الأب لـ «مذبحة الهرم» ، أشار الدكتور فتحي قناوي، إلى أن كثرة الأطفال ليست دافعًا لارتكاب الجريمة، لأن أطفاله ليسوا «وليدة اليوم»، كما أنهم لم يؤثروا في حياته خلال يوم واحد يدفعه لذبحهم أو قتل أمهم.
وذكر أستاذ كشف الجريمة، أنه ينبغي أن نأخذ في الاعتبار طبيعة عمل المتهم الزوج، وطبيعة حصوله على "قوت يومه"، لأن كل هذا يفرق في تفاصيل الحادث، ونحن لا نعلم ما دخل الزوج، وهل تعمل زوجته أم لا؟.

جرح الكرامة
"الطعن في الكرامة " أكبر ما يثير الرجل، فأن يتم طعنه في كرامته، فهذا مؤثر قوي ومهم جدًا في معظم التفاصيل، فعندما تقول الزوجة لزوجها على سبيل المثال: "إنت مش راجل، أو الأولاد دول مش ولادك"، يثير حالة خاصة من الغضب، رغم أنه ليس مبررًا لارتكاب الجريمة، وذات الأمر إذ فعلته الزوجة بجرح كرامة زوجها، فجرح الكرامة عامل مؤثر ومهم في الجريمة الأسرية، ويخلق وصول الإنسان إلى حالة غضب لا يستطيع معه التحكم في نفسه إبان ارتكابه الجريمة.
التوازن النفسي للمتهم
واستطرد أستاذ كشف الجريمة لافتا إلى أن الزوج المتهم في مذبحة الهرم له دوافعه في جريمته، فالمسمى الثابت هنا هو «التوازن النفسي الذي فقده المتهم»، وذلك نتيجة المشاحنات التي تحدث بسبب بعده عن الله، سواء كان مسلمًا أو مسيحيًا، فبالتالي يحدث ألم شديد للمجتمع قبل الأفراد مرتكبي الحوادث أنفسهم.
تحريات مكثفة لكشف سبب المذبحة
تحريات مكثفة يجريها رجال البحث الجنائي بقطاع أمن الجيزة، للوقوف على الأسباب الكاملة لـ مذبحة الهرم، بعد تشاجر الزوج ويدعى "عبد المولى" مع زوجته "رانيا" التي لم تتخط الـ 40 عاما، وانهال عليها ذبحا بالسكين، وكان بجوارها ابنته الكبرى "جنا"، صاحبة الـ 9 سنوات، فذبحها هي الأخرى، ثم توجه إلى غرفة أخرى، وسدد عدة طعنات قاتلة إلى باقي بناته الصغار.
ترك الزوج زوجته جثة هامدة، وبناته الصغار في بركة من الدماء، حتى تم نقل الضحايا إلى مستشفى الهرم تحت تصرف النيابة العامة.
تسببت مذبحة الهرم في الخلاص من الزوجة وابنتها جنا ٩ سنوات، فيما أصيبت باقي الفتيات الأخريات الأربع، بجروح قطعية في منطقة الرقبة، وهن ملك ١٦ سنة، منة ١٥ سنة، مي ٨ سنوات، وسجدة ٥ سنوات، حالتهن خطرة، لا تسمح باستجوابهن.
تابع أحدث الأخبار عبر