أحدث الأخبار
الإثنين 20 مايو 2024
رئيس التحرير
محمد أبو عوض
رئيس التحرير التنفيذى
أحمد حسني

عينك على السوشيال وحاسس ان فيه حاجة فايتاك؟ ممكن تبقى مصاب بالفومو

عينك على السوشيال
عينك على السوشيال وحاسس انه في حاجة فيتاك

متوتر كده وقلقان وحاسس ان فيه حاجة هتفوتك "إيفينت أو سفريه أو خروجة حتى، وانت مش بتحقق أى حاجة؟ آهو ده بقى Fomo أو Fear of Missing Out.
معظمنا بيقضى أغلب يومه على الموبايل والأبلكيشنز، وعشان كده بقى كل واحد مركز مع باقى الناس، بيقضوا حياتهم ازاى عشان أي إيفينت أو حفلة أو أى حاجة بتحصل بتبقى بوست على معظم الأبلكيشنز، فيه ناس بقى من التعرض الرهيب لوسائل التواصل الاجتماعى أو التدفق الكبير والمستمر بيتعرضوا لتجربة الـ Fomo.

الفومو Fomo

والفومو مش مرض ولا  حالة نفسية قابلة للتشخيص؟ لحد دلوقتى على الأقل الفومو هو مصطلح بيوصف التوتر والقلق اللى بيعانى منه الناس، لما بيحسوا إن ناس تانية مبسوطين أكتر منهم، والمصطلح ده واخد شكل اجتماعى شوية، يعني مثلا صحابك لو رايحين إيفينت أو حفلة وانت مش موجود هتحس انك فايتك حاجة.

والـ Fomo مش مرتبط بالخروجات والصور بس، لا ممكن عادى تخرج مع صحابك بس برضو يجيلك نفس الإحساس معاهم، لما يتقال نكتة أو سيم بينهم من حاجة انت مكنتش موجود فيها أصلا، أو إنك مثلا أصحابك يتقسموا فريقين إنت ما يتمش اختيارك في الاتنين، أو صفقة كبيرة متتروحلكش، أو متعرفش تروح مثلا.

وممكن كمان تحس نفس الإحساس أو تبقى Triggered بس من ناس برة دايراتك الاجتماعية أساسا؛ لأن الفير أوف ميسنج آوت مرتبط بالسوشيال ميديا لحد كبير جدا، وبيأثر بشكل مباشر على العقلية والجسدية.


أسباب الفومو

ورغم إن السوشيال ميديا سبب رئيسي للفومو، إلا أنها مش السبب الوحيد، لكن الفومو حسب المجلة العالمية للحالات السريرية مصطلح انتشر أوى سنة 2004 السنة اللى فيسبوك اتعمل له لانش فيها، وده شيء منطقي طبعا؛ لأن دى أول منصة بمساحة كبيرة كده، وطبعا مع الانتشار ده الناس بقت بتعمل معظم حاجاتها علنا، وبتعمل أبديت إيه حصل في حياتها وصور وكده.
وبدأ علماء النفس يستخدموا مصطلح فومو في أوائل العقد الأول من القرن الواحد وعشرين، عشان يوصفوا الظاهرة الغريبة المرتبطة بالسوشيال ميديا، بس زى ما قلت لك المصطلح مش جديد، أول حد اتكلم عن الموضوع ده دكتور دان هيرمان في مجال التسويق سنة 1996، واتكلم عن الموضوع ده عشان لاحظ إن المستهلكين أثناء كلامهم عن السلع الشرائية كانوا بيخافوا يفوتوا أى فرصة يشتروا فيها منتج جديد، وخصوصا بقى لو الدعايا والإعلانات بتاعة المنتج أو السلع دى كانت "استغل الفرصة، لازم المنتج ده يكون في بيتك"، بس أول من صاغ مصطلح فومو كان Patrick j. McGinnis، وهو رجل أعمال ومؤلف، وعنده بودكاست  اسمه FOMO Sapiens، واتكلم عنه في مقال كتبه سنة 2004 في مجلة Harbus التابعة لكلية هارفارد للأعمال، وطبعا الاهتمام بالمصطلح بيزيد على مدار السنين، ومع زيادة وجودنا على السوشيال ميديا، لدرجة إنه بقى فيه مصطلح في قاموس Oxford سنة 2013 اسمه فومو، ودكتورة ناتالي كريستين داتيلو، مؤسسة مجموعة
Priority Wellness Group ومدربة علم النفس في جامعة هارفارد، بتقول إن فومو بيشمل تصور الضياع اللى بيثير القلق والسلوكيات اللى بتحصل قهريا، زى إنك كل شوية تتشك على السوشيال ميديا، مين بعت إيه؟ أنا هنزل إيه النهارده؟ أو بتعمل كل ده عشان تحافظ على روابطك الاجتماعية، وبتقول كمان الموضوع مرتبط ارتباط جامد بأنك تبقى Left out كده أو منبوذ اجتماعيا، وده كان موجود قبل السوشيال ميديا بكتير.

 

«أمْ بلا قلب».. تفاصيل مثيرة في مقتل ولاء طفلة البساتين

 

أعراض الفومو

ممكن يكون المصطلح نفسه دخل معجمنا مع ظهور السوشيال ميديا، لكن دكتور إيرين فوجل أخصائية نفسية اجتماعية وأستاذة مساعدة في مركز العلوم الصحية بجامعة أوكلاهوما، أكدت على إن شعور انك فايتك حاجة ده موجود من فترة طويلة، وكمان البشر عايزين يحسوا إن هما مشمولين، وإن هما بينتموا لمجموعة، وبتقول إنه لما بنحس إن احنا جزء من مجتمع ويتقبلنا الآخرين بنحس بتحسن تجاه نفسنا، وإن لو المجتمع مش متقبلنا، أو مش موافق علينا بنحس بسوء تجاه نفسنا، ودكتور إيرين مركزة فى دراستها على إنه ازاى تأثير الشعور بالانتماء بيأثر على تقديرنا لذاتنا.
وشعور انك فايتك حاجة ده ممكن يجبرك إنك تعمل حاجات مش بتبسطك، لمجرد انك خايف تفوتك حاجة، زى انك ممكن تتعزم فى مكان ومش حابب تروح، بس معظم صحابك هيروحوا، فانت بتفكر انك هتفوتك ذكريات، ولما يتكلموا عنها هتحس انك دخيل وانك مهمل.
ومصطلح فومو واخد معنى القلق، أو شعور عام إن أى بني آدم يفوته حدث، أو يفوته أي حاجة ميكونش جزء منها عموما، هتخليه يحس انه مستبعد.
والسوشيال ميديا بتسهل ان الشعور ده يوصلك؛ لأن هي مكان بيلمنا كلنا، وبيلم لك كل حاجة ومن أى حتة، من دايرة معارفك ومن براها، ويبدأ يتولد عندك شعور بعدم الرضا؛ لأن حرفيا كل ما بتشوف حاجة عقلك بدون وعى بيعمل مقارنة مع حياة كل حد، ويصورلك إنك فايتك حاجات حلوة، وتقعد تتسحل بقى.

 

جرائم السيارة الطائشة| مقتل عامل بمدينتي .. ودهس أم وبناتها بشيراتون

 

اهتمام علماء النفس بالفومو

وبسبب كده علماء النفس اهتموا جامد بالموضوع دا، وبقت تتعمل دراسات كتيرة، واحدة من الدراسات دى عملتها The world journal of clinical cases سنة 2021، بتقول إن الفومو ممكن يسبب توتر وقلق وفقدان التحكم فى العاطفة، وممكن يسبب عدم استقرار فى النوم، وأذى لصحتنا الجسدية؛ لأن زى ما قلت لك عقلك بدون وعي بيعمل مقارنة، وبالنسبة للشعور بالانتماء اللى اتكلمت عنه "إيرين" في واحدة من دراساتها أكدت إن الانتماء حاجة إنسانية وأساسية، وركزت الدراسة على البنات المراهقات، وسمت الشعور ده  بالجوع الاجتماعى.

عش حياتك الواقعية

ودكتور ناتالى اللى كلمتك عليها في الأول بتقول إن دماغك بيحس بتهديد، تهديد اجتماعى، وبيبقى نظامنا العصبى مضطرب، وبنبقى مش مرتاحين ومتحفزين، عشان نحس بأى راحة، وبتكمل وبتقول إن لسوء الحظ واحنا بندور ع الراحة بنلجأ للسوشيال ميديا، فمبنعملش حاجة غير اننا بنعزز القلق، ودكتور ناتالى بتقول إن أكتر ناس عرضة للفومو هما الشباب الصغير؛ لأن هما أكتر ناس بتقضي وقت على السوشيال ميديا،
وعشان كل القلق ده بقى ظهرت حركه مضادة للفومو، وهى جومو Jomo أو The joy of missing out.
وانا عزيزي المشاهد أحب انك تبقى من أصحاب الحركة دى؛ لأن الحركة دى قايمة على التلذذ بأنك تمس آوت الحاجات اللى متخصكش، إيفنتات بقى خروجة مش على مزاجك، وتعيش اللحظة؛ لأن حقيقى مش فايتك أي حاجة غير حياتك، مش عشان هي مراجيح يعنى، بس عشان هي حياتك حياة واقعية ملموسة مش افتراضية، وفيه لحظات انت مش هتعيشها مرتين، اكشلى حياتك كلها بالوحش والحلو مش هتعيشها مرتين، وعشان متتسحلش مع السوشيال ميديا وياخدك الفومو، ركزت مع الحاجات اللى موجودة عندك، مش اللى ناقصاك؛ لأن حقيقى ممكن ميكونش ناقصك أي حاجة.

تابع أحدث الأخبار عبر google news