«قادة الشرطة العرب»: تشكيل فريق عربي لرصد التهديد.. وإعلاء قيم حقوق الإنسان

بدأت صباح اليوم الإثنين جلسات المؤتمر السادس والأربعين لقادة الشرطة والأمن العرب المنعقد بأبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة بحضور كل من اللواء الركن خليفة حارب الخييلي وكيل وزارة الداخلية في دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس المؤتمـر اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي، رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) ورؤساء وأعضاء الوفود العربية.
وخلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ألقى الدكتور محمد بن على كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب كلمة رحب خلالها بالحضور فى مهد مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب مقدرا كل التقدير الرعاية الكريمة التي يوليها لمجلس وزراء الداخلية العرب ولمسيرة التعاون الأمني العربي.
الذكرى الخمسين لانعقاد أول مؤتمر لقادة الشرطة والأمن العرب
قال الدكتور محمد بن على كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب: نجتمع اليوم في الذكرى الخمسين لانعقاد أول مؤتمر لقادة الشرطة والأمن العرب عام 1972م، على هذه الأرض الطيبة المعطاء التي ندين لها بكل الإنجازات الأمنية الرائدة التي تحققت منذ ذلك التاريخ، خمسون عاما كانت حافلة بالعطاء، مفعمة بالألفة والمودة بين أجهزة الأمن العربية، خمسون عاما أبرمت خلالها الاتفاقيات وسُنَّت القوانين النموذجية ووضعت الاستراتيجيات والخطط التنفيذية وعقدت المؤتمرات والاجتماعات وحُددت أطر التعاون وأنشئت هياكله وطورت وسائله وأدواته، حتى غدا التعاون الأمني العربي في نطاق مجلس وزراء الداخلية العرب مثلا يحتذى على الصعيدين العربي والإقليمي".
ركائز العمل الأمني العربي المشترك
تابع: “اليوم نقف وقفة إجلال وتقدير لأولئك الآباء المؤسسين الذي ثبتوا ركائز العمل الأمني العربي المشترك ونقلوه من دفاع اجتماعي ضد الجريمة الى عمل أمني متخصص يتوسل الى تحقيق رسالته النبيلة بأحدث الأساليب التي ابتكرها العقل البشري”.
وأشار الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب ، إلى أنه رغم كل الإنجازات التي تحققت، فإن قادة الشرطة والأمن العرب عازمون على المضي قدما على درب تطوير مسيرة العمل الأمني العربي المشترك في إطار مقاربة شاملة للأمن تسير في اتجاهات عدة: استخدام التقنيات الحديثة وتعزيز التعاون الإجرائي الميداني بين الدول الأعضاء وتوظيف الأمن لخدمة قضايا التنمية ورفاهية الإنسان، وانفتاح منظومة الأمن العربي على آليات التنسيق الأمني الإقليمي والدولي.
استخدام التقنيات الحديثة فى العمل الأمنى
أضاف الدكتور محمد بن على كومان: على صعيد استخدام التقنيات الحديثة تشاء الأقدار أن يتزامن احتفالنا باليوبيل الذهبي لمؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب، مع وضعنا للمسات الأخيرة على مشروع تطوير نظام الشيخ زايد للاتصالات العصري بين أجهزة مجلس وزراء الداخلية العرب الذي حرصت وزارة الداخلية في دولة الإمارات العربية المتحدة مشكورة بتوجيه كريم من لدن الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حفظه الله على أن يتم إنجازه وفق آخر التطورات التقنية، وهو ما سيسمح لنا بإطلاق قاعدة البيانات الجنائية وإتاحتها للدول الأعضاء، مما سيمكن بتسريع الملاحقة الجنائية وإصدار طلبات التوقيف المؤقت بصورة آلية، فضلا عن تغذية قواعد البيانات الأخرى مثل قاعدة بيانات المقاتلين الإرهابيين والقائمة العربية السوداء لمدبري ومنفذي وممولي الأعمال الإرهابية".
إنشاء فريق خبراء عرب لرصد وتبادل المعلومات
مضى قائلا: “حتى لا يظل التعاون الأمني العربي على مستوى التنظير نعمل في نطاق المجلس وبدعم من قادة الشرطة والأمن العرب على إيلاء اهتمام خاص بالتعاون الإجرائي الميداني بإيجاد الآليات التي تسمح بالتبادل الفوري للمعلومات بين الدول العربية، وفي هذا السياق يأتي إنشاء فريق الخبراء العرب المعني برصد وتبادل المعلومات حول التهديدات الإرهابية وتحليلها الذي يشكل وسيلة فعالة لتعزيز التعاون الميداني بين الدول العربية في مجال مواجهة التهديدات الإرهابية”.
احترام حقوق الإنسان والنهوض بالفئات الهشة في المجتمع
وقال أمين مجلس وزراء الداخلية العرب: “نظرا لكون الهدف النهائي للعمل الشرطي هو الإنسان، وكرامته وأمانه ورفاهيته والحفاظ على قيمه الثقافية والاجتماعية وديمومة موارده ونمط عيشه، فإن قسطا كبيرا من عملنا الأمني في الوطن العربي موجه إلى احترام حقوق الإنسان والنهوض بالفئات الهشة في المجتمع وتمكين المرأة وتعزيز التنمية المستدامة بالحفاظ على البيئة وتجدد الموارد الطبيعية، ودعوني أذكر هنا بأن المجلس كان سباقا منذ عام 2002م، إلى وضع قانون نموذجي لحماية البيئة وتنميتها حتى يوفر الإطار التشريعي الملائم لمواجهة الجرائم الماسة بسلامة البيئة ونعمل الآن في ظل توجهات المجلس على تعزيز هذا النهج الأمني”.
تعزيز التعاون مع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية
وأضاف: “وإيمانا منا بالطبيعة العابرة للحدود التي تتميز بها الجريمة، وتقديرا للتحديات الأمنية التي يشترك فيها الوطن العربي مع دول الجوار نعمل على تعزيز التعاون الأمني مع التجمعات والمنظمات الإقليمية والدولية، وإن الحضور المكثف لشركائنا الإقليميين والدوليين الذين نحيي التزامهم بتعزيز هذا التعاون لخير دليل على ما يربطنا بتلك التجمعات والمنظمات من علاقات متينة”.
تابع أحدث الأخبار عبر