رحلة الموت.. استدراج سائقي أوبر من القاهرة وقتلهم في المحافظات

يسلط موقع الحادثة الضوء على عدد من حوادث الطرق، حيث رحلة الموت لعدد من سائقي سيارات الملاكي الراغبين في زيادة دخلهم من خلال العمل بالأجرة في التطبيقات الخاصة بالرحلات اليومية.

 رحلة الموت

"كان بيجري ورا لقمة عيشه، شغل عربيته أوبر علشان خاطر يزود دخله، ويعيش هو وأسرته الصغيرة حياة كريمة، لكن ايد الغدر كان سباقه وتم طعنه حتى الموت، المتهم كان طمعان ياخد يقتله ويسرق عربيته ويبيعها، فخلص عليه ورمى جثته في الزراعات، لحد ماريحتها فاحت والناس بلغت ومن هنا بدأت قصتنا النهاردة".

مصطفى عز، موظف في شركة استيراد وتصدير، “مصاريفه على قده، يعني اللي رايح على قد اللي جاي والعيشة غالية والفلوس مش مكفيه الأكل والشرب والإيجار والعيال، ودا خلاه يفكر في شغلانه تانية يزود بها دخله، وأسرع حل كان قدامه هو انه يشغل عربيته أوبر، وبالفعل بعد شوية إجراءات قدر انه يشتغل في شركة شهيرة، ولأنه محترم وعاوز يرضي ربنا وياكل لقمة عيش بالحلال، فكان بيعمل اللي عليه والناس كانت بتشهد بأدبه وذوقه”.

“وفي يوم ومصطفى قاعد مستني أوردر، لقى شخص مجهول بيطلب توصيله لمحافظة أسوان، ولما تواصل مع الشخص دا، قاله إنه لازم يوصل أسوان بأي طريقة، وبأي ثمن، علشان في حاجات مهمة لازم تتعمل، وهو معندوش مانع انه يدفع أي مقابل، بس المهم يوصل أسوان في أسرع وقت”.

"مصطفى" ورغم إن المشوار طويل لكنه لقاها فرصة كويسه، صحيح هيتعب شوية بس المقابل أكيد هيبقى كويس، وهو في عرض أي جنيه، فمترددش وقاله موافق وشوف نتقابل فين، وفي المعاد والمكان اللي اتفقوا عليه ركب المتهم العربية الملاكي مع مصطفى، وابتدوا انهم يتحركوا، العربية خرجت من القاهرة للجيزة، وخدت طريقها في اتجاه الصعيد، والمتهم حاول يفتح كلام مع مصطفى بحجة انه بيسليه علشان خاطر مينمش، والطريق طويل.

“العربية وصلت محافظة بني سويف، والمتهم طلب من مصطفى يركن على جنب في حتة مقطوعة، وبما ان مصطفى كان عنده حسن نية، وقف بالعربية زي الراكب ما طلب منه، ومفيش لحظات وقام المتهم مطلع سلاح أبيض كان مخبيه ومجهزة، وطعن مصطفى به أكتر من مرة، مرحموش ولا رحم أسرته، وبعد ما اتأكد انه مات، نزل من العربية وسحبه منها ورماه في مجرى مائي جنب الزراعات في بني سويف، وخد الفلوس اللي في جيبه والعربية وهرب بها على محافظة أسوان”.

بعد كام يوم على ارتكاب الحادثة، المزارعين شموا ريحة كريهة طالعة من مجرى مائي، ابتدوا يشوفوا فيه ايه، وبعد شوية لقوا جثة طافية على وش الميه، اتصلوا بسرعة بالشرطة، اللي جت ومعاها قوات الإنقاذ النهري، وطلعوا الجثمان من الميه، ونقلوه على المشرحة، في الوقت دا الأهالي كان خدوا صور للقتيل ونشروها على صفحات التواصل الاجتماعي يمكن حد يتعرف عليها، خاصة وان القاتل خد كل متعلقاته الشخصية علشان محدش يتعرف عليه.

من هنا بدأت الشرطة في عمل التحريات اللازمة للقبض على المتهم، وكان الأمر أسهل شوية بعد التعرف على هوية المجني عليه، تم تتبع خط سير القتيل وآخر اتصال حصل من تليفونه، وكمان فرغوا الكاميرات القريبة من مكان الحادث، والمجهود دا أسفر عن تحديد هوية المتهم، واللي اتضح ان اسمه "أ. ش"، مقيم القاهرة.

لكن لسه في خطوة مهمة جدًا وهي تحديد مكان القاتل، هل رجع القاهرة، ولا لسه مستخبي في أسوان، وممكن يكون فين؟؟.

طبعًا التحريات اللي اتعملت واللي شاركت فيها مديرية أمن أسوان وبني سويف، بالتنسيق مع الأمن العام، أكدت أن المتهم متواجد في بيت أخو طليقته بمحافظة أسوان، وأنه مستخبي هناك من وقت الحادثة، فتم استهدافه، والقبض عليه في بيت بمركز نصر النوبة، واعترف انه خطط لجريمته واستغل في ارتكابها واحد من تطبيقات الهاتف المحمول الخاص بالتوصيل.

وقال إنه عشان يعمل كدا استدرج المجني عليه، بحجة انه محتاج، توصيله لمدينة أسوان مقابل أي مبلغ يطلبه، وبعد كدا غافله واعتدى عليه بسلاح أبيض "سكين" فأودى بحياته واستولى على العربية ومتعلقاته الشخصية وهرب، وأرشد عن 2 سلاح أبيض واحد منهم تم استخدامه في ارتكاب الحادثة.

وكمان قال على مكان "السيارة الملاكي، وحافظة نقود - وهاتف محمول"، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية وإحالة المتهم للنيابة لاستكمال التحقيقات معاه، وتمثيل الجريمة.

شهيد لقمة العيش بالعياط

الحادثة اللي فاتت صوت وصورة من الجريمة اللي حصلت في العياط، واللي بدأت بمنشور على صفحة فيسبوك لشاب اسمه مصطفى كتب فيه : يا جماعة أنا والدي موظف في مدينة الإنتاج الإعلامي، وعنده تاكسي خاص بيه، تالت يوم رمضان بعد الفطار الساعة ٨ ونص طلع يشتغل ساعتين قبل السحور، عشان يجيب أكل لعياله، الساعة ١١ كلمناه قال شوية وجاي، بعدها كلمناه لقينا تليفونه مقفول لحد الساعة 2 مجاش".

استكمل الشاب لفيت مستشفيات مصر وأقسام مصر، ملوش أي أثر، وجالي معلومات إن الخط بتاعه قبل ما يتقفل كان في الفيوم، روحت قسم المطرية، عشان أعمل محضر، وقعدت مع رئيس المباحث، وقالي عملت نشرة، وإن شاء الله هنلاقيه هو والعربية، وقالي عدي عليا بعد الفطار، روحت قبل الفطار لقيت المديرية عندنا، وبيحققوا معانا، وياخدوا مننا معلومات عن الموضوع، بعد الفطار، روحت الفيوم على مكان اللوكيشن اللي اتبعتلي ملقتش حاجة، رئيس مباحث المطرية، قال لأهلي روحوا قسم العياط رئيس المباحث، مستنيكوا هناك في أخبار حلوة، باذن الله.. أروح هناك آلاقي إن في ناس، طلعت على أبويا، قتلوه ورموه في الجبل في العياط وسرقوه، وبعد كده بيومين، عرفت إن هما لاقوا المتهمين".

بعد القبض على المتهمين اعترفوا بارتكاب الجريمة، وقالوا إن ظروفهم كانت وحشة، فخططوا لاستدراج سائق لمنطقة مقطوعة سرقة العربية، لكن المجني عليه قاومهم، مكانش راضي يسيب العربية وقالهم على جثتي، فضربوه بالرصاص وخدوا العربية ومشيوا.

وكشفت التحقيقات، أن العاطلين استدرجا السائق بحجه توصيلهما، ولما وصلوا منطقة مقطوعة قتلوه، وهربوا.

خلصت حلقتنا انهارده، لكن حكايتنا مبتخلصش، مستنينكوا في حلقة جديدة مثيرة على منصات الحادثة.

تابع أحدث الأخبار عبر