«جرائم بروح العصر».. هذه الروبوتات قادرة على فعل ما تعجز عنه

إن استخدام جماعات الجريمة المنظمة للروبوتات والوسائل التكنولوجية الحديثة في ارتكاب أعمال عنف وممارسة الجريمة المنظمة لم يأت من فراغ، إذ يتسم الذكاء الاصطناعي بالعديد من القدرات التي تمكنه من ذلك، منها القدرة على اكتساب المعلومات والتعلم والفهم، وذلك من خلال الممارسات الفعلية والتطبيقات العملية، وأيضًا الخبرة المكتسبة، والتي تكون من خلال التمييز الدقيق بين القضايا المختلفة واستبعاد المعلومات غير المناسبة، والاختيار من بين مجموعةٍ من الخيارات. كذلك اكتساب المعرفة واستخدامها فى حلّ المشاكل والقضايا تواجه الآلة من خلال الخبرات التي تكون مخزنةً داخله. 

قدرات الذكاء الاصطناعي

يتميز الذكاء الاصطناعي بالقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة من خلال مهارة الإدراك الحسي والعقلي للجوانب المختلفة من المشكلة، ودراسة مجموعة الاحتمالات الواردة ومعرفة نتيجة كلّ احتمال، ومعرف النتائج المرادة من كل احتمالٍ، واختيار أفضل القرارات الممكنة التي توصل إلى النتائج المطلوبة. فهم وتحليل المواقف الغامضة وغير المألوفة من خلال استخدام أسلوب الاستنتاج المنطقي واتباع أسلوب الربط بين المواقف المتعددة والمتشابهة. الاستجابة للمتغيرات المختلفة بمرونةٍ تامةٍ وبوقت وزمن جيد، بحيث تكون الآلة سريعةً وذلك في مختلف المواقف.

يستطيع الذكاء الاصطناعي أيضًا نقل التجربة والخبرة الذاتية إلى مواقف ومجالاتٍ جديدةٍ للتعريف على أوجه التشابه فى هذه المواقف والتعامل معها. القدرة على اكتشاف الأخطاء وتتبعها وتصحيحها ومعرفة السبب منها، بالإضافة إلى الوصول إلى التحسينات المختلفة في المستقبل وفي النسخ الأحدث من الآلات. استنباط القوانين العامة من خلال مجموعةٍ من الأمثلة الواردة أمام الجهاز الآلي أياً كان، ومعرفة الجوهر من الأشياء من خلال التمييز بين أنواع المعلومات المختلفة.

‌الذكاء الاصطناعي بين المعرفة الراهنة والمستقبل المنظور

يتطلب حل أي معضلة أو مشكلة ما بواسطة الإنسان العادي أو حتى الإنسان آلي توافر عدد كبير من المعلومات، بالإضافة للقدرة الفعلية على الاستدلال والتفكير والربط والتحليل والمقارنة والتركيب، وتتكون المعرفة من مجموعة من الإجراءات، والتي تمثل المواضيع التي تشكل العالم الواقعي، وتتمثل في الوقائع والأحداث والكيانات والأشياء والعناصر والعلاقات والمجموعات والتصورات الأكثر عمومية واستراتيجيات العلم الصانع وإجراءات الاستدلال، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يصل إلى ما بعد المعرفة، ويقوم بمنح الثقة إلى الرؤية بدرجة تصل إلى التيقن من الاستدلال، ومن ثم يتحول إلى معرفة بالمعرفة، ويتمكن حينها من التمييز باقتدار بين المعرفة وآليات استثمارها على الوجه الأمثل.

لدى الذكاء الاصطناعي القدرة على تفحص الصور والعمل عل فهمها، بالإضافة إلى وضع الأشكال ضمن مقولات، والقيام بترتيب المعطيات بطريقة استاتيكية ثابتة وجامدة، وبصورة تركيبية متحركة، ويعرف أسس المعرفة والكشف عن الإشارات التي تساعد على التواصل، وفيما يتعلق بمشكلة تمثل المعرفة، فإنها تعود إلى التسجيل التوثيقي الذي تتم به عن طريق الأشكال الرمزية واستثمارها داخل نسق من الاستدلال وتجمع بين بنية المعطيات التي تمثلها المعلومات والطريقة المعتمدة التي تستثمر بها، وبعد ذلك تسمح آلية الاستدلال المتبعة باكتشاف معلومات ومعارف جديدة بصورة ديناميكية حول المشكل المطروح للمعالجة والتي ترتكز على التمثلات المنطقية وقواعد الإنتاج والشبكات الدلالية والمواضيع المهيكلة.

الذكاء الاصطناعي وإمكانية التحكم في مستقبل البشرية

ان هذه الآلية السابقة تمثل تحرك الذكاء الاصطناعي بين المشاكل المثارة وتمثلات المعرفة والاستدلالات الفكرية والنماذج النسقية والمعالجات التطبيقية، وذلك بهدف خلق حلول للقضايا والقيام باكتشافات جديدة وتمكين الإنسان من التحكم، ويمارس الذكاء الاصطناعي تأثيرًا كبيرًا على تصور المجتمعات للأنظمة المعلوماتية التي تستعملها، كما أنه يتحكم في حقول البحث والتطوير في المستقبل، إضافة الي مجالات الاستشراف والاستراتيجيات، كما يساعد على تجديد التعلم الرمزي وتجويد الأنظمة الذكية وتوسيع التحليل ليشمل المعطيات المعقدة.

لا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي على حل المشاكل بواسطة الدماغ البشري والحاسوب الآلي وحسب، بل يوفر أيضا نماذج جديدة قادرة على الاستدلال، وتأخذ بعين الاعتبار التمشي البشري في الإدراك والاستيعاب والتفاعل، ويمكنها أن تضم أيضا الافتراض والتناسب من جهة الزمن والكيفية والمعماريات المتكيفة مع الواقع ومجتمع المعرفة والترابطات العصبية.

شهد الذكاء الاصطناعي العديد من الثورات التي اجتازت مختلف المراحل حتى أصبح اختصاصا جامعيا هاما مثله مثل بقية الاختصاصات، ودخل إلى حقل التطبيقات الصناعية والتكنولوجية، وكما أن الذكاء الطبيعي يخص الإنسان ويتسم بالموهبة والنور الفطري، فإن الذكاء الاصطناعي ينتمي إلى الحاسوب الآلي، ويمثل مشروعًا علميًا مدهشًا، ويحمل في طياته مجموعة من المصنوعات والتحف والقطع الذكية.

يظل الغرض الأساسي للذكاء الاصطناعي متمثلًا في اتجاه الجماعة العلمية نحو بناء نماذج إعلامية تسمح بإعادة إنتاج التصرفات الذكية من خلال التقليد والمحاكاة، وذلك بواسطة إعادة استخدام الآلات في الوظائف الكبيرة مثل عمليات الفهم والاستدلال والتعرف والتعلم والاختبار والتصرف بطريقة منظمة وحذرة في السياق المحدد.

تابع أحدث الأخبار عبر