في ذكرى وفاته
أسطورة التجسس.. رأفت الهجان خدع إسرائيل وأخبر بموعد هجوم يونيو 1967

رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم (30 يناير) قبل 31 عامًا، رفعت على سليمان الجمال الشهير باسم "رأفت الهجان" وذلك في الأراضي الإسرائيلية، بعدما انتقل إلى تل أبيب بتكليف من المخابرات العامة المصرية في إطار خطة منظمة في يونيو عام 1956 وتمكن من إقامة مصالح تجارية واسعة وناجحة وأصبح شخصية بارزة في المجتمع الإسرائيلي.
قام الهجان ولسنوات طويلة بالتجسس وعمل على إمداد جهاز المخابرات المصري بمعلومات مهمة تحت ستار شركة سياحية إلى أن وافته المنية في 30 يناير 1982، ضاربًا المثل في الوطنية والفداء وخدمة البلاد.
قصة كفاح رأفت الهجان وخدمة قضية بلاده
زود رأفت الهجان، جهاز المخابرات العامة المصرية، طوال سنوات، بمعلومات خطيرة منها موعد حرب 5 يونيو 1967 وكان له دورًا فعالًا في الإعداد لحرب 6 أكتوبر 1973 بعد أن زود مصر بتفاصيل عن تحصينات ونقاط العدو الإسرائيلي الحصينة في خط برليف القوي.
أحدثت هذه الرواية والعملية هزة عنيفة لأسطورة تألق جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" وصعوبة اختراقه، وتم اعتبار الهجان بطلًا قوميًا في مصر عمل داخل إسرائيل بنجاح باهر لمدة 17 عامًا، وتم بث مسلسل تلفزيوني عن حياة "الهجان" كتب أوراقه من واقع ملفات المخابرات صالح مرسي، قام بتمثيل دوره الممثل محمود عبدالعزيز.
اعتراف إسرائيلي بدور الهجان التاريخي
كان الرد الرسمي من جانب المخابرات الإسرائيلية في البداية إن هذه المعلومات التي أعلنت عنها المخابرات المصرية ما هي إلا نسج خيال ورواية بالغة التعقيد وإن على المصريين أن يفخروا بنجاحهم في خلق هذه الرواية.
تحت ضغوط الصحافة الإسرائيلية صرح رئيس الموساد الأسبق، إيسر هاريل، بأن سلطات بلاده كانت تشعر باختراق قوي في قمة جهاز الأمن الإسرائيلي ولكننا لم نشك مطلقًا في جاك بيتون، وهو الاسم الإسرائيلي لـ"الهجان".
بدأت الصحافة الإسرائيلية منذ عام 1988 تحاول التوصل إلى حقيقة الهجان أو بيتون أو الجمال فقامت صحيفة "جيروزليم بوست" بنشر خبر تؤكد فيه أن جاك بيتون أو رفعت الجمال يهودي مصري من مواليد المنصورة عام 1919 وصل إلى إسرائيل عام 1955 وغادرها للمرة الأخيرة عام 1973.
استطاع أن ينشئ علاقات صداقة مع عديد من القيادات في إسرائيل، منها جولدا مائير رئيسة الوزراء السابقة، وموشي ديان وزير الدفاع.
بعد سنوات قام صحفيان إسرائيليان وهما ايتان هابر ويوسي ملمن بإصدار كتاب بعنوان «الجواسيس» وكتبوا إن العديد من التفاصيل التي نشرت في مصر عن شخصية الهجان صحيحة ودقيقة لكن ما ينقصها هو الحديث عن الجانب الآخر في شخصيته، ألا وهو خدمته لإسرائيل حيث أن الهجان أو بيتون ما كان إلا جاسوسًا خدم مصر حسب رأي الكاتبين.
صفحات من مذكرات رفعت الجمال
يكشف «رفعت الجمال» في مذكراته أنه انضم أثناء وجوده في الإسكندرية، إلى الوحدة اليهودية 131، التي أنشأها الكولونيل اليهودي، إبراهام دار، لحساب المخابرات الحربية الإسرائيلية «أمان» التي شرع بعض أفرادها في القيام بعمليات تخريبية، ضد بعض المنشآت الأمريكية والأجنبية، على نحو يجعلها تبدو كما لو أنها من صنع بعض المنظمات التحتية المصرية، فيما عرف بعدها باسم فضيحة لافون، نسبةً إلى بنحاس لافون، وزير الدفاع الإسرائيلي، آنذاك.
في الوحدة 131، كان رفعت الجمال زميلًا لعدد من الأسماء، التي أصبحت فيما بعد شديدة الأهمية مثل مارسيل نينو وماكس بينيت، وإيلي كوهين، ذلك الجاسوس الذي كاد يحتل منصبًا شديد الحساسية والخطورة بعد هذا بعدة سنوات في سوريا.
أثناء رحلة الجمال الطويلة في مشوار عمله الجاسوسي والاستخباري تنقل لعدد من المحطات المهمة للوثوب إلى هدفه أهمها فرنسا وإيطاليا والعراق الذي زارها بمهمة رسمية عام 1965 في عهد الرئيس العراقي الراحل، عبدالسلام عارف، ضمن اتفاق الوحدة الثلاثية بين مصر والعراق وسوريا حيث اتفقت الحكومات الثلاث لاتخاذ خطوات من شأنها تفعيل الإجراءات الخاصة بالوحدة من خلال تنفيذ خطة التبادل الاستراتيجي للدفاع المشترك الخاص بانتشار القطع العسكرية لتلك الدول على أراضيها حيث أرسلت بعض وحدات المشاة وأسراب الطائرات العراقية لمصر وسوريا وتم استقبال وحدات تلك الدول في العراق بضمنها كتيبة من القوات الخاصة المصرية ومجموعة من عناصر جهاز المخابرات المصري العامل ضد «إسرائيل» وكان بضمنهم رفعت الجمال.
تابع أحدث الأخبار عبر