أشرف رمضان يكتب: الموظف الذي قَتَل «محمود خليفة» ومشي في جنازته!

لا شك أن الدولة المصرية تبذل قصارى جهدها لتوفير كل وسائل الأمان للمواطنين، وهذا ظهر جليًا في منظومة السكك الحديدية، بعد تحديث السكك والدفع بقطارات جديدة على أغلب الخطوط، لكن ما زال الإهمال يطل برأسه علينا كل يوم، بسبب تصرفات فردية من بعض المسئولين الذين لا يستحقون أن يجلسوا على مقاعدهم ثانية.
من هنا.. نجد الفجوة الكبيرة في تنفيذ القرارات، فالخلل يأتي من القاعدة، موظف مهمل من الممكن أن يقضي على أي إنجاز للدولة، لأن المواطن لا يعرف إلا ما يشاهده، لا يدرك التفاصيل يريد أن يرى النتيجة في النهاية.
وسط كل هذا ما زال هناك مسئول يجلس على كرسيه، لا يأبه بأي مشكلة، على الرغم من أنه يراها يوميًا، ومن الممكن أن يبحث عن حلول لها، لكنه يُؤثر الصمت، ويكتفي بهواء التكييف، وساعٍ يقدم له المشروبات على اختلاف ألوانها.
إنها المحليات يا سادة، أكبر أزمة في هذا الوطن، صخرة تتحطم عليها آمال المواطنين، دولة تبني وتعمر وموظف في المحليات يهدم، مثال على ذلك ما حدث بالأمس القريب في بلدتي بمحافظة الدقهلية.. جاري العزيز «محمود خليفة»، الذي لم أرْ منه إلا كل خير، لا تسمع له حسًا من أدبه الجم، يصل الود، ولا يقطع حبال المحبة، صوام قوام، مشهود له بحسن الخلق، ونزاهة اليد، فلاح بسيط، لا يعرف في الدنيا سوى بيته وغيطه، وبينهما المسجد.
كعادته يوميًا يذهب إلى أرضه يتابعها، فهي كل ثروته، وفي اليوم الأليم، مرّ على الجميع يلقي السلامات، ويوزع الابتسامات، ولا يدرك أنه آخر سلام وآخر كلام، ركب دراجته النارية، وقطع الطريق نحو أرضه، فلابد من المرور على قضبان السكة الحديدية حتى يصل هدفه، لكن هنا على شريط القطار كان ملك الموت في انتظاره، جاء القطار مسرعًا دون أن يصدر أي علامات تحذيرية ليفتك بالرجل بمعنى الكلمة، لم يتعرف عليه أهل بلدته من أول طلة، فمعالمه طُمست بفعل الإهمال، أي إهمال؟، إهمال الموظفين في الوحدة المحلية ومحطة القطار، الذين يرون كل فترة حادثًا في هذه المنطقة، ولم يخاطب أحد منهم المحافظة أو وزارة النقل لتركيب «مزلقان»، الموظف الذي مشى في جنازة الرجل بعدما شارك في قتله.
ندائي إلى السيد وزير النقل كامل الوزير، أعرف جديدًا مدى حزمك في القرارات، أنقل إليك مطالب أهل بلدتي «مدينة الكردي» بضرورة وضع مزلقان على هذا الطريق الحيوي بجوار محطة القطار، وفتح تحقيق مع كل من تسبب في الحادث الأليم، لعل الجزاء الحاسم يطفئ نار الحزن في قلوب ذويه.

تابع أحدث الأخبار عبر