الحادثة

مأساة الألم والفقد.. شاب يقرر اللحاق بوالديه في رحلتهما نحو السماء بالغربية

شاب ينهي حياته في
شاب ينهي حياته في الغربية

في إحدى الأحياء الهادئة بمدينة المحلة الكبرى في محافظة الغربية، وبالتحديد بشارع طلعت حرب بمنطقة الجمهورية، عاش شاب يُدعى محمود، الذي كان في أواخر العشرينات من عمره. 

كانت حياته قد أخذت منعطفًا مأساويًا بعد أن فقد والديه في غضون ثلاث سنوات فقط، إذ كان محمود قد عاش حياة مليئة بالحب والرعاية قبل أن يتحول كل ذلك إلى حزن عميق وألم لا يُحتمل. 

شاب ينهي حياته حزنًا على والديه بالغربية 

فقدت أسرته في سنوات قصيرة، وكان هذا الفقدان الكبير قد ترك فراغًا كبيرًا في حياة محمود، إذ كان والداه بالنسبة له أكثر من مجرد عائلة، فقد كانا أعز أصدقائه ورفيقَي دربه: وبعد وفاتهما، وجد محمود نفسه وحده، محاطًا بذكريات الماضي وألم الفراق. حاول محمود أن يجد طرقًا للتعامل مع حزنه، لكنه شعر دائمًا بأنه غارق في بحر من الوحدة.

مرت الأيام، وبدلاً من أن تتحسن الأمور، زادت معاناته، وحاول محمود أن يتواصل مع أصدقائه وجيرانه، لكن إحساسه بالانفصال والعزلة لم يُمكنه من الحصول على الدعم الذي كان في أمس الحاجة إليه، وكانت شقته الصغيرة تذكره كل يوم بالحياة التي فقدها، وبالذكريات التي لم تعد تعود.

شاب ينهي حياته ليلحق بوالديه

في أحد الأيام، وبينما كان محمود غارقًا في حزنه، كتب رسالة قصيرة، في تلك الرسالة، عبّر عن مدى يأسه وألمه، وطالب محبيه بالدعوة له: "ادعو لي بالرحمة على ما فعلته ولكني يئست من الوحدة بسبب وفاة أبويا وأمي." كانت تلك الكلمات تعبيرًا عن شعوره العميق بالوحدة والألم، وطلبه الأخير للرحمة من الآخرين.

قرر محمود أن ينهي معاناته، وقرر أن يلحق بوالديه، واختار صاحب الـ 26 عامًا، أن يعلق نفسه داخل شقته الصغيرة، حيث كانت جميع أشيائه القديمة تذكره بكل لحظة مضت، ولم يكن يملك القوة لمواجهة المزيد من الحزن، وقد تاهت روحه في عالم من الألم والعزلة.

عندما اكتشف الجيران الحادث، اتصلوا بالشرطة، التي وصلت إلى الموقع لتجد محمود ميتًا، كانت التحقيقات الأولية تشير إلى عدم وجود شبهة جنائية، ولكن قصة محمود كانت تذكر الجميع بشدة الأثر النفسي العميق الذي يمكن أن يتسبب فيه فقدان الأحبة.

إذ تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الغربية البلاغ من الأهالي، وانتقلت القيادات الأمنية وقوات الأمن إلى موقع الحادث وفور وصولهم، عُثر على الشاب مشنوقًا داخل غرفة نومه.