محرقة الميراث.. كيف أشعل الأخ البائس قلب أخته على زوجها وابنها بعين شمس؟

بالكاد نجت الأخت من موت محقق على يد شقيقها، بينما ظل زوجها وابنها يصارعان الموت، بعد إشعال النيران في شقتهم بعين شمس، في جريمة مأساوية، كان بطلها «الميراث» بين الأشقاء، وعرفت إعلاميًا بـ "محرقة الميراث، ومحرقة الميراث بعين شمس".
قفزت الشقيقة من بلكونة شقتها، هربا من مصير محتوم، لترقد في حالة حرجة بعد إصابتها بحروق بنسبة 80 %.
كيف أشعل الأخ البائس قلب أخته على زوجها وابنها بعين شمس؟
تهديد تلقته ربة المنزل في عقدها الثالث، من شقيقها، لم تعيه الأولى، وراحت تسخر منه ليل نهار، ولم تكترث بغضب شقيقها الذي يطالبها بباقي ميراثه في والديه.
يوم الحادث، عادت الأخت من رحلة المصيف، وما أن علم شقيقها بذلك، حتى أعد عدته وتوجه ممسكا بجركن بنزين، وأشعل النيران في شقة شقيقته، وتسببت المحرقة في مقتل ثلاثة من الضحايا، هم زوج شقيقته وابن شقيقته وآخر، فيما أصيب 9 آخرين، بإصابات بالغة.
تباشر النيابة العامة، اليوم الإثنين، تحقيقاتها في الواقعة التي عرفت إعلاميا بـ «محرقة عين شمس»، بعد إقدام سائق على إضرام النيران في شقيقته وأولادها وآخرين، لبيان أسباب الحادث.
توصلت التحريات الأولية إلى أن المتهم يعمل سائق، استشاط غضبا تجاه شقيقته وأسرتها، بسبب مماطلتها في تسديد باقي نصيبه في إرثه.
تحريات المباحث
أضافت التحريات أن المتهم هدد شقيقته بالعودة إليها لاحقا من أجل الحصول على أمواله ومستحقاته، وخلال فترة غيابه عن منطقة عين شمس، أخبره الجيران بتوجه شقيقته وأولادها إلى رحلة مصيف، الأمر الذي دعاه إلى مهاتفتها ليلًا وإخبارها أنه لن يترك حقه:«سايباني وبتتفسحوا على البحر بفلوسي، أنا مش هسيب فلوسي».
وأفادت تحريات مباحث قسم شرطة عين شمس، أن المتهم هدد شقيقته بالقتل في التليفون، ثم عاد إليها في اليوم التالي، إلا أنه لم يجدها في المنزل، فسأل الجيران عنها فأخبروه أنها لم تعد إلى شقتها بعد.

جركن بنزين
توجه المتهم إلى شقيقته وعندما فتحت له باب الشقة، سألها بلهجة حادة عن مصير أمواله: «أنا مش ماشي النهاردة غير ومعايا فلوسي»، وخلال ذلك نهره زوج شقيقته وابنه، فاضطر السائق المتهم، إلى سكب البنزين وإضرام النيران في الشقة بأسرها.
«هربت شقيقة المتهم من بلكونة الشقة»، تقول تحريات المباحث، موضحة أن العناية الإليهة أنقذت الأخت من موت محقق، فيما لقى زوجها وابنها مصرعه بجانب آخر، بينما أصيب 9 آخرين بين الجيران والأهالي بحالات اختناق.
قال المحامي بالنقض والخبير القانوني، مصطفى أبو زيد، إن هناك ما يعرف قانونًا بـ الباعث على الجريمة وهو عامل يسبق إقدام الجاني على فعلته الإجرامية،
إرادة الجاني
أضاف «أبو زيد» في تصريحات لـ «الحادثة» موضحًا أن علم الجاني وإرادته بمناحي الجريمة التي ينوي ارتكابها تستخلصه النيابة العامة من واقع أقواله ومناقشته أمامها خلال سير التحقيقات معه.
تابع الخبير القانوني، لافتا إلى أن الباعث على الجريمة يدخل ضمن القصد الجنائي قبيل تنفيذ الحادث، مشيرًا إلى أنه في واقعة محرقة عين شمس، كان الجاني على علم بأن سكبه للبنزين على جسد الضحايا سيؤثر بالقطع على حياتهم، إلا أنه لم يكن على علم بالنتيجة الحتمية التي آل إليها الحادث.

أقوال المتهم
تلقت أجهزة الأمن بالقاهرة بلاغًا من شرطة النجدة مفاده وجود حريق داخل شقة وسقوط ضحايا ومصابين، انتقلت الأجهزة الأمنية مدعومة بسيارات الإسعاف.
صرحت النيابة العامة بدفن جثث الضحايا بعد الانتهاء من إعداد تقرير الصفة التشريحية بشأنهم، واستعجلت تحريات المباحث حول ملابسات الواقعة.
في أقواله الأولية أمام النيابة، قال المتهم إنه وشقيقته كانوا شركاء في ميراث شقة واتفقت معه شقيقته علي شراء نصيبه في الشقة حتي تستقر فيها بصحبة زوجها وأولادها.
وأضاف أن شقيقته أعطته جزء من ثمن الشقة وطلبت منه الانتظار وقتا حتى تجمع له باقي المبلغ وكان موعدها منذ أسبوع أو أكثر، إلا أنها لم تسدد وذهبت إلي المصيف متجاهلة شقيقها.
وأشار إلى أنه انتظر شقيقته حتي عادت من رحلتها وذهب إليها فطرده ابنها الأمر الذي جعله يشعر بالإهانة فأحضر بنزين وسكبه على الشقة لينتقم منهم ويبرد قلبه.