توصيلة الموت|حكاية عامل دليفري شهيد لقمة العيش في الزاوية الحمراء

أتم «مصطفى» توصيل أوردر كونه يعمل عامل دليفري بالقرب من مسكنه في حي الزاوية الحمراء الشعبي، ليكتشف وجود شابين يستقلان توك توك، يقتربان من الدراجة البخارية الخاصة به، راقبهما في هدوء، حتى وجد أحدهما يفتح صندوقها الخلفي، ويهم بقيادة الموتوسيكل، صاح الشاب لإبعاد اللصوص عن دراجته البخارية، وهنا كانت الصيحة الأخيرة في حياته.
حكاية عامل دليفري شهيد لقمة العيش في الزاوية الحمراء
"حرامية، انتوا بتعملوا ايه"، صاح مصطفي "عامل الدليفري"، في وجه اللصوص، متشبثا بمقبض الموتوسيكل، إلا أن لصا بينهم قال له "حاسب من طريقنا لنخلص عليك"، كان كل ما يسيطر على مصطفى آنذاك هو الزود عن دراجته البخارية بكل قوة، فلن يتمكن من شراء غيرها، كما أنه بطبعه غيور على ممتلكاته، لم يحتمل استيلاء آخرين عليها أمام أعينه بكل بجاحة.

5 طعنات قاتلة، سددها اللصوص إلى جسد «مصطفى»، لأنه لم يفرط في ممتلكاته، ودافع عنها بكل شرف، استمر اللصوص في توبيخ مصطفى لأنه عارض طريقهم المشبوه في سرقة الموتوسيكل بكل توحش وجبروت في وضح النهار، لم يكن بمقدور الشاب المجني عليه أن يفعل غير دفاعه عن الدراجة البخارية، واللافت أن الجيران لم يعتقدوا أنه صاحب الدراجة، بل ظنوا في بادئ الأمر أنه شاب يمر بالصدفة ووجد لصين يسرقان موتوسيكل وتدخل لإنقاذه من أيديهم.
المباحث لأسرة الضحية: «ابنكم مات»
همسات صادمة وصلت أصدائها إلى والدة القتيل، تفيد بمصرع ابنهم الشاب على يد اثنين من اللصوص، لم تصدق الأم ما سمعته، انهارت ودخلت في غيبوبة جراء ما سمعته، أما باقي أفراد أسرته فلم يصدقوا ما سمعوه من الجيران، غير أن الأمر بات معلوما لهم يقينا بعد تلقيهم إخطارا من مباحث قسم الزاوية الحمراء، للحضور إلى قسم الشرطة، لاستلام جثة ابنهم ضحية الغدر.
تبين من التحقيقات أن المجني عليه في العقد الثالث من العمر، عامل دليفري بشركة شحن، استقل "موتوسيكل" - اشتراه بالتقسيط - لتوصيل إحدى الطلبات جوار محل سكنه بالزاوية الحمراء.
قالت والدة المجني عليه أمام النيابة إن ابنها تناول الإفطار معها، ثم غادر متوجها إلى عمله، فيما صرحت النيابة بتشريح جثمان المجني عليه، لبيان أسباب الوفاة وملابساتها، وتسليمه لذويه.
ونجحت قوة أمنية من مباحث الزاوية الحمراء، في القبض على المتهمين، وأقرا بارتكاب الجريمة، وأشارا إلى أنهما لم يقصدا قتل المجني عليه، وكان غرضهم سرقة الدراجة البخارية فقط.