الحادثة

استثمرها في غسل الأموال بعد قتل النجمة اللبنانية بالأمر المباشر

قصة العشق والمال والدم.. ننفرد بكشف مصير دولارات «مقدم قتل» سوزان تميم.. كيف أخفاها محسن السكري؟

محسن السكري وسوزان
محسن السكري وسوزان تميم

بعد 14 عامًا قضاها محسن السكري ضابط أمن الدولة السابق، خلف القضبان، لاتهامه بقتل المطربة سوزان تميم، أصبح حرًا طليقًا، وفيما يشير البعض إلى أنه خرج من السجن بعفو رئاسي، أكد حكم سطرته محكمة النقض، براءته من اتهامه في قضية غسل أموال تحصل عليها من جريمته السابقة، بما قدره مليون و995 ألف دولار.

خطأ في التنفيذ كشف «السكري».. وكيف سقط في يد الأمن؟

 

بحسب تصريحات رواد حما، محامي "السكري" في القضية، فإنه تم الإفراج عن موكله، الذي سبق الحكم عليه بالمؤبد في قضية قتل المغنية اللبنانية سوزان تميم، بتكليف من رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، لحصوله على عفو رئاسي، وكان من المفترض أن يخرج في 2020، إلا أنه أدين في قضية غسل أموال متحصلة من الجريمة ذاتها، وحكم عليه بالسجن 3 سنوات، حتى أصدرت المحكمة حكمها ببراءته مما أسند إليه.

هشام طلعت وسوزان تميم

أسدلت محكمة النقض الستار على واقعة اتهام محسن السكري الضابط السابق بجهاز أمن الدولة، في القضية المتهم فيها بغسل مليون و 995 ألف دولار، تحصل عليها من رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، الرئيس التنفيذي لمجموعة طلعت مصطفى أكبر شركات التطوير العقاري في مصر، مالكة كمبوند "مدينتي" والتي شهدت مؤخرا جريمة دهس صيدلانية وزوجها وأبنائهما تحت عجلات سيارة ضابط.

قتل سوزان تميم وحصل على 2 مليون دولار

باشرت المحكمة النقض المقدم من محسن منير علي حمدي السكري، ضد النيابة العامة، التي سبق واتهمت الضابط السابق، أنه ارتكب جريمة غسل أموال قيمتها مليون و 995 ألف دولار، متحصلة من جريمة قتل سوزان عبدالستار تميم، عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، وأودع 300 ألف دولار ببنك HSBC فرع شرم الشيخ، وأخفى مليون و 545 ألف دولار بمسكنه في الشيخ زايد، وحفظ لدى شقيقه أشرف منير ومحمد محمد سمير 150 ألفًا، بقصد إخفاء حقيقة الأموال وتمويه مصدرها وإضافة صفة المشروعية عليها.

سوزان تميم

وأضافت النقض، أن المتهم جرى إحالته إلى محكمة جنايات القاهرة، والتي قضت حضوريا في 7 يونيو 2012 بمعاقبة "السكري" بالسجن 3 سنوات وتغريمه 3 ملايين و 990.000 ألف دولار، وهي قيمة ضعف الأموال التي قام بغسلها، ووطعن المحكوم عليه على الحكم بطريق النقض، وفي 5 يناير 2020 قضت المحكمة بقبول النقض شكلًا وفي الموضوع بنقض الحكم المطعون فيه وإعادة القضية إلى محكمة جنايات القاهرة لتحكم فيه دائرة أخرى.

ظن محسن السكري أنه أصبح حرًا طليقًا بعد هذا الحكم إلا أن هيئة المحكمة الجديدة أيدت الحكم السابق ذاته، وذلك بجلسة 5 يناير 2021، و في 6 يوليو 2022 أصدرت محكمة النقض حكمها في القضية ببراءة المتهم مما هو منسوب إليه، واستندت المحكمة إلى أقوال شهود الإثبات ومحرر محضر الضبط، حيث اعتبرتها لا تكفي لإثبات القصد الجنائي بشقيه العام والخاص، وكذا لا تكفي لإثبات نية المتهم إخفاء المال أو تمويه طبيعته أو مصدره، أو مكاهنه أو صاحب الحق فيه أو تغيير حقيقته.

محسن السكري وهشام طلعت مصطفى

لم يكن اسم محسن منير السكري الضابط السابق معروفًا، حتى ارتبط اسمه برجل الأعمال هشام طلعت مصطفى الرئيس التنفيذي لمجموعة طلعت مصطفى، حيث اتهم رجل الأعمال بالاتفاق والتحريض على قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، وقيامه بدفع مبلغ 2 مليون دولار للضابط السابق لتنفيذ العملية وجرى ذلك في شقة فندقية تقطن فيها الفنانة بدبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة.

محسن السكري

تفاصيل القبض على السكري وهشام طلعت

في 11 أغسطس 2008، وفي مؤتمر صحفي لشرطة دبي، ورد أنه تم القبض على قاتل اللبنانية سوزان تميم، الذي رصدته كاميرات أمنية في برج سكني في منطقة مارينا دبي، وأكدت شرطة دبي أن عملية القبض على المتهم تمت في دولة عربية، بعدها اتهمت النيابة المصرية رسميًا الضابط السابق محسن السكري بقتلها مقابل مليوني دولار، حصل عليها من هشام طلعت مصطفى رئيس مجلس إدارة مجموعة طلعت مصطفى للاستثمارات العقارية.

تمويل الجريمة

تمت إحالتهما إلى محكمة الجنايات ورُفعت الحصانة عن هشام طلعت الذي كان عضوًا بمجلس الشورى المصري، وجاء في لائحة الاتهام الرسمية، أن هشام قتل الضحية انتقامًا بموافقة ومساعدة المتهم الأول (محسن السكري)، وأضافت في النص أن رجل الأعمال زود السكري بمعلومات خاصة وأموالًا لازمة للتخطيط للجريمة وتنفيذها تمهيدا لتنفيذها.

وفي 4 مارس 2010 قررت محكمة النقض إعادة فتح قضية رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى والضابط السابق محسن السكري، وقدم الدفاع 41 سببًا لاستئناف حكم الإعدام الصادر، واستغرقت إعادة محاكمة مصطفى والسكري قرابة عامين، وفي 14 مايو 2010 أسقطت عائلة سوزان تميم الدعوى المدنية ضد هشام طلعت، وأسقطت تهمة التحريض على القتل.

في 6 فبراير 2012  أيدت محكمة النقض المصرية حكم محكمة جنايات القاهرة، وحكمت على رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى بالسجن 15 عامًا وضابط الشرطة السابق محسن السكري بالسجن 25 عامًا وأدين بالقتل العمد للفنانة اللبنانية سوزان تميم.

سوزان تميم

عام 2017 صدر قرار جمهوري بالعفو عن 502 من المحبوسين في قضايا مختلفة، بمناسبة عيد الفطر، بينهم رجل الأعمال هشام طلعت، والذي كان يقضي عقوبة السجن 15 عامًا بعد إدانته في مقتل سوزان تميم عام 2008، وصدر الحكم أولا ضدهما بالإعدام قبل أن يتم تخفيفه إلى السجن 15 عامًا لمالك مدينتي، و25 عامًا للسكري.

وتقدمت أسرة إمبراطور التطوير العقاري في مصر بطلب مدعم بتقرير طبي، يشير إلى أن هشام طلعت حالته الصحية متدهورة، وتزداد سوءً يوما بعد يوم، لإصابته بمرض في القلب، وعدم وجود الرعاية الصحية الكافية له داخل محبسه بسجن مزرعة طرة.

حينها أجلت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، دعوى رجل الأعمال التي طالب فيها بإصدار حكم قضائي بإلزام النائب العام ووزير الداخلية ورئيس مصلحة السجون «بصفتهم» بالإفراج الصحي عنه، طبقًا للمادة 36 من القانون رقم 396 لسنة 1956، في شأن تنظيم السجون لتوافر جميع شروطها القانونية على حالته، لـ 14 أكتوبر المقبل.

سوزان تميم

وأظهرت الدعوى، التي حملت رقم 78536 لسنة 68 قضائية، أن التحاليل الطبية لرجل الأعمال أثبتت إصابته بداء «النشواني»، وهو مرض يصيب القلب والكلى بترسب نوع معين من البروتين «amyloid» الذي يزيد إفرازه في الجسم بصورة غير طبيعية ما يؤدى إلى ترسبه في الأنسجة المتنوعة لأعضاء الجسم مسببًا خللا وظيفيًا في هذه الأنسجة ما قد يؤدي إلى الفشل الوظيفي الكامل وهو ما قد يؤدي لحدوث الوفاة.