«التروكسين» و«اثيروكس»
البيزنس الأسود «1».. «الحادثة» يكشف مافيا «ضرب» أدوية الغدة| صور

أجساد مصلوبة على أَسِرَّة اليأس، تتقلب أرواحهم المنهكة من التعب بينما قلوبهم معلقة على واقع لن يتغير قليلا.. وكأن معاناتهم مع المرض لم تكن كافية ليرحمهم الراحمون.. ليقعوا فريسة لاحول لها ولا قوة بين أنياب مافيا جديدة لا تعرف قلوبها الرحمة، لم يجدوا إلا الدواء ليغشوه ويضاعفوا من آلام آلاف المرضى، دون أن يهتز لهم جفن، يمصون الدماء بلا رحمة.. تجارة حرام ذهبوا إليها طواعية، يترقبون الأسواق كالصقور الجارحة حتى تأتي اللحظة للانقضاض على الفريسة.. وهذا ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية.. آلاف المرضى يبحثون عن دواء لمرض الغدة الدرقية، الذي لا يتواجد في الأسواق حاليًا، طال بحثهم وخلال تلك الرحلة من البحث وقعوا فريسة للقاسية قلوبهم.
«الحادثة» يكشف المستور عن ضرب دوائي «التروكسين» و«اثيروكس»
من المعروف أن خمول الغدة الدرقية يسبب عديد من الأعراض للمريض مثل زيادة الوزن والشعور بالتعب وزيادة الإحساس بالبرودة وغيرها، ولعلاج تلك الأعراض يصف الأطباء الأدوية التي تحتوي على بديل لهرمون الغدة لتحسين أعراض خلل الغدة الدرقية، ومن أكثر الأدوية التي يصفها الأطباء لعلاج الغدة الدرقية «التروكسين»، الذي اختفى من الأسواق بشكل مفاجئ، فاستغل أصحاب التجارة الحرام هذه الأزمة، وبدأوا في ضرب جميع أدوية الغدة منها «التروكسين».
موقع «الحادثة» تقصي الأمر لكشف المستور عن هذه التجارة الحرام.. بدأت الحكاية عندما تعالت أصوات مرضى «الغدة» على مواقع التواصل الاجتماعي محذرين من وجود أدوية «مضروبة» في السوق، تتبعنا هذا الخيط لمعرفة التفاصيل.
قبل بداية تتبع الخيط، توجهنا إلى أحد الصيادلة لمعرفة أنواع أدوية علاج «الغدة»، مؤكدًا أن أكثر الأنواع انتشارًا «اثيروكس» و«التروكسين» لأنهما آمنان على الصحة العامة، وفاعليتها قوية، مشيرًا إلى موجود نقص كبير في جميع أدوية «الغدة» منذ أيام، مما يدفع المرضى للجوء إلى السوق السوداء لشراء الدواء، الذي لا يعلم مصدره.

«الحادثة» يكشف مراحل «اغتيال المرضى»
محرر «الحادثة» بدأ البحث عن أماكن بيع أدوية الغدة، وتتبع الصفحات التي تروج لها على مواقع التواصل، بالفعل توصل إلى صفحة تروج لعقار «التروكسين» وتم التواصل مع القائمين عليها، والاتفاق على شراء عبوة، مقابل مبلع 350 جنيهًا.
بعد فصال في السعر قال مروج الدواء: «حضرتك عارف إنه ناقص في السوق كله، وده أقل سعر بيع وشوف حد غيري هيقول لك إيه؟»، بالفعل تم الاتفاق على الشراء، وكان مكان التسليم مع مندوب شحن في محطة المترو.
علامات ضرب الأدوية
محرر «الحادثة»، حصل على العبوة، ليبدأ بعدها رحلة فحصها ومعرفة تفاصيلها، توجه إلى صيدلي آخر لعرض العبوة عليه وفحصها، بدأ الصيدلي في فتح العبوة، واكتشف قبل فتحها علامات تدل على أنها عبوة مضروبة وغير تابعة لأي شركة مصنعة للعقار.
أول العلامات، وفقًا للصيدلي، العلبة الكارتون التي تبدو غير مألوفة بالنسبة للصيدلي، فحصها جيدًا وتوصل إلى أنها علبة مصنوعة محليًا، على الرغم من أن الدواء مستورد، ما أكد ذلك طريقة الطباعة غير الواضحة والمهزوزة، إلى جانب أن العلبة تم تقفيلها بشكل يدوي، وهذا ظهر على «أطرافها غير المتناسقة».
بعدها بدأ الصيدلي في فتح العبوة الداخلية، ومن أول نظره أكد أنها عبوة «مضروبة»، قائلا: «هذه عبوة فعلا مستوردة لكنها منتهية الصلاحية وتم طباعة ملصق جديد بتاريخ انتهاء بعيد ولصقه عليها لتمديد فترى صلاحيتها على الورق»، لأن العبوات الأصلية يكون عليها باركود للشركة»، هنا حاولنا عمل «سكان للباركود المتواجد على العبوة الداخلية لم يسفر عنه أي شيء.

أدوية الغدة «منتهية الصلاحية»
بدأ الصيدلي – الذي فضل عدم ذكر اسمه- شرح تفاصيل «ضرب» دواء الغدة: «الضرب بيبقي في تاريخ الإنتاج نفسه، أغلب الشركات عندها مخزون من دواء الغدة لكنه أصبح اكسبير(منتهي الصلاحية) ومركون في المخازن، يذهب تجار أدوية في السوق السوداء ويحصلون على هذه الأدوية بمبالغ زهيدة».
يضيف: «التاجر يعمل على تغيير العلبة الكرتون الخارجية، من خلال طباعتها في مطبعة خاصة، بنفس مواصفات وبيانات العلبة المستوردة، وأيضا يطبع استيكر على العبوة الداخلية منتهية الصلاحية، بتاريخ انتهاء بعد سنة مثلا، ومن ثم يبدأ طرحها مرة أخرى مستغلا نقص العقار في الصيدليات».
يؤكد الصيدلي، أن الحبوب نفسها ليست «مضروبة» لكنها منتهية الصلاحية، وعند تحليلها «سيتم اكتشاف المادة الفعالة بها، لكن بنسبة قليلة، أي أنها لا تؤثر في علاج الغدة الدرقية، وهنا لا يشعر المريض بأي تحسن».

TIME LINE
«الحادثة» تقصى الأمر لكشف المستور عن ضرب دوائي «التروكسين» و«اثيروكس»
بعد البحث.. حصلنا على عبوة من «التروكسين» مقابل مبلع 350 جنيهًا
بعرض العبوة على صيدلي أكد أنها «مضروبة» وشرح كيفية ذلك
أول العلامات العلبة الكارتون تبدو غير مألوفة ومصنوعة محليًا على الرغم من أن الدواء مستورد
الطباعة غير واضحة ومهزوزة على العلبة وتم تقفيلها بشكل يدوي
أما العبوة الداخلية قال عنها الصيدلي: «هذه عبوة فعلا مستوردة لكنها منتهية الصلاحية»
تم طباعة ملصق جديد بتاريخ انتهاء بعيد ولصقه عليها
العبوات الأصلية يكون عليها باركود للشركة
حاولنا عمل «سكان للباركود المتواجد على العبوة الداخلية لم يسفر عنه أي شيء
الصيدلي قال: «الضرب بيبقي في تاريخ الإنتاج نفسه»
أغلب الشركات عندها مخزون من دواء الغدة لكنه اكسبير ومركون في المخازن
يذهب تجار الأدوية في السوق السوداء ويحصلون على هذه الأدوية بمبالغ زهيدة
التاجر يعمل على تغيير العلبة الكرتون الخارجية من خلال طباعتها في مطبعة خاصة
بنفس مواصفات وبيانات العلبة المستوردة وأيضا يطبع استيكر جديد على العبوة الداخلية
الحبوب نفسها ليست «مضروبة» لكنها منتهية الصلاحية
عند تحليلها سيتم اكتشاف المادة الفعالة بها لكن بنسبة قليلة
أي أنها لا تؤثر في علاج الغدة الدرقية وهنا لا يشعر المريض بأي تحسن.
اقرأ أيضًا:
طرف صناعي في الركبة يجبر لويس سواريز على اعتزال كرة القدم
اختلسوا أدوية بملايين.. 25 يونيو أولى جلسات محاكمة 3 مسؤولين بالمصرية لتجارة الأدوية
رئيس الوزراء يشهد التوقيع على عقد إنشاء 6 مخازن استراتيجية للمستلزمات الطبية